يكثر الحديث هذه الأيام عن زيادة سكان العالم، وكل الجهود اليوم تبذل من بعض الأقطار للتقليل من التضخم السكاني، وتنظيم الولادة، وتنظيم الأسرة، بالإضافة للوسائل التي تبذل للإقلال من استهلاك الغذاء والازدحام السكاني، وبالرغم من هذه المشكلة العالمية التي تشغل بال كل العلماء...

يكثر الحديث هذه الأيام عن زيادة سكان العالم، وكل الجهود اليوم تبذل من بعض الأقطار للتقليل من التضخم السكاني، وتنظيم الولادة، وتنظيم الأسرة، بالإضافة للوسائل التي تبذل للإقلال من استهلاك الغذاء والازدحام السكاني، وبالرغم من هذه المشكلة العالمية التي تشغل بال كل العلماء والمفكرين فإن المرأة العاقر العقيم التي لم يرزقه الله بطفل تشبع به غريزة الأمومة عندها لا تفكر إطلاقاً في الخطر الناتج عن هذا التضخم السكاني وما يتبعه من ازدحام في مساحة الأرض ونقص في الطعام وسوء التغذي والمجاعة. إن أخصائي أمراض النساء اليوم، يقسم وقته بين المرأة التي تطالب بشدة بوقف الولادة وتنظيمها، وتلك التي تلهث وراء إنجاب الأطفال. وربما يكون ما تبقى له من وقت لا يكفي لعلاج حالات أمراض النساء الأخرى كالنزيف وآلام الحيض وخلالها. وانعدام الطفل داخل الأسرة يقود إلى الكثير من الشقاء والحسرة عند الزوج والزوجة. وحسب المثل الطبية، فإن على الطبيب أن يبذل قصارى جهده لبعث السعادة في نفوس المرضى الذين يشرفون على علاجهم، والمساعدة في إيجاد طفل داخل الأسرة المحرومة من أبجديات هذه السعادة. وعلاج العقم لا يتوقف فقط عند مساعدة الزوجة للحمل، بل يمتد إلى المحافظة على صحة هذا الجنين داخل رحم أمه، وبعد ولادته وإلى أن يبلغ سن الرشد.
وهذا الكتاب يحاول توضيح أبعاد مشكلة العقم، بالإضافة إلى توضيح الطرق الحديثة المتبعة في علاجها، وهو يركز على توضيح وشرح النظريات الحديثة، وآخر ما توصل إليه العلم من اختبارات وتحاليل طبية لمساعدة الأسرة المحرومة من الأطفال، ويهتم الكتاب بأحاسيس ونفسية الزوجين، وفي الوقت نفسه الذي يهتم فيه بالفحوصات والطرق العلاجية التي تقدم للزوجين. وهذا يعزى لأن الزوجين اللذين يحضران لعيادة العقم هما في المقام الأول إنسانان طيبان لهما أحاسيس ومشاعر، بالإضافة إلى أعضاء تناسلية عاجزة عن أداء وظيفتها على الوجه الأكمل. وواجب الطبيب هنا أن يقدم لهما المساعدة والتشجيع في كل مراحل علاجهما، زيادة على العناية الطبية التامة. وتتمثل مساعدة الطبيب هذه في توضيح كل الحقائق للزوجين بصراحة خاصة فيما يتعلق بنتائج التحاليل الطبية وآثار الأدوية التي تصرف لهما. والزوجة العقيمة والرجل العقيم يريدان الإجابة على الكثير من الأسئلة التي لا تنتهي. وقد سمعا الكثير من المعلومات من الراديو والتلفزيون، ويريدان هنا التوضيح والتأكد: هل هناك دواء للعقم؟ وهل ينفع هذا الدواء لمثل حالتهما؟ وإذا كان لا ينفع لماذا؟ وكيف تستطيع العملية الجراحية الصغيرة أن تساعد على الحمل؟ لماذا لا يستطيع الزوج أداء العملية الجنسية في الوقت المناسب للحمل؟ ولماذا هذا الوقت بالذات؟ إلى غير ذلك من الأسئلة الأخرى. وفي هذا الكتاب إجابات على كل هذه التساؤلات.