يشهد العالم اليوم الكثير من الأحداث والمتغيرات المتسارعة والمتلاحقة على الساحة الاقتصادية العالمية والإقليمية والملحية التي تشكل في مجملها إيجاد عالم جديد يختلف في معالمه عما ساد خلال الفترات التاريخية السابقة.. والمتتبع للتطورات الاقتصادية العالمية لا بد له أن يلاحظ...
يشهد العالم اليوم الكثير من الأحداث والمتغيرات المتسارعة والمتلاحقة على الساحة الاقتصادية العالمية والإقليمية والملحية التي تشكل في مجملها إيجاد عالم جديد يختلف في معالمه عما ساد خلال الفترات التاريخية السابقة.. والمتتبع للتطورات الاقتصادية العالمية لا بد له أن يلاحظ مدى التغير الذي تشهده الساحة الاقتصادية من تحول جوهري نحو الأخذ بأسباب الاقتصاد الحر وآلياته، والتوجه نحو التجمعات الاقتصادية الدولية والإقليمية. قد يكون لهذه التطورات الاقتصادية آثارها وانعكاساتها المختلفة على دول منطقتنا العربية والخليجية كمنطقة لها أهميتها واستراجيتها على الخريطة العالمية خاصة وأن العالم العربي يشهد حالياً تغيرات هيكلية في مجال تطبيق برامج التنمية الاقتصادية واتجاه نحو تحرير القطاعات التجارية، ودعوة الاستثمارات الخاصة للمشاركة في خطط التنمية الاقتصادية وتحول أسواق المال العربية إلى مراكز جذب مغرية لكل من الاستثمارات الخاصة المحلية والأجنبية، الأمر الذي جذب اهتمام المؤلف وحرصه على متابعة هذه الأحداث والتطورات عن ثب والعناية بدراستها وتحليلها لتكون أمام المعنيين والباحثين والدارسين تعينهم على فهمها وإدراك آثارها وانعكاساتها، والعمل على استفادة من إيجابياتها وتجنب سلبياتها.
ومن هذا المنطلق، فإن المؤلف يتناول في هذا الكتاب الموضوعات الأربعة التالية، على أن يتابع دراسة وتحليل وتقديم الأحداث والتطورات الاقتصادية الأخرى في مؤلفات جديدة تصدر تباعأً قريباً بإذن الله. أولاً: الاتحاد الأوروبي والعملة الأوروبية الموحدة- اليورو... وأهم ما يسعى إليه هذا الاتحاد هو الاتجاه نحو صياغة عمل يتم بمقتضاه إنشاء مجلس اقتصادي موحد، واستكمال الوحدة الاقتصادية الجمركية وباقي مراحل السوق الأروربية المشتركة..
ثانياً: ظاهرة "غسيل الأمول" التي أصبحت تمثل أهم الأخطار غير المنظور التي تهدد الاستقرار الاقتصادي على مستوى العالم، وهي ترتبط بأنشطة غير مشروعة، وعمليات مشبوهة يتحقق منها دخول طائلة تؤثر سلباً على الاقتصاد المحلي والعالمي.. وقد تفشت هذه الظاهرة في المجتمعات الغربية مؤخراً مع انتشار الأنشطة الإجرامية...
ثالثاً: اتفاقية الجات، ومنظمة التجارة العالمية... في عام 1946 تفاوضت أكثر من (50) دولة حول مشروع ميثاق لإنشاء منظمة التجارة العالمية لوضع نظم التجارة العالمية، والخدمات المالية، والاستثمارات، وأسفر، ومفاوضات (23) دولة عن التوصل إلى توقيع الاتفاقية العامة للتعريفات والتجارة (الجات) في 30/11/1947 وبدأ تنفيذها في 1/1/1948.. وتولت (الجات) ما يتعلق بالسياسة التجارية، واستمرت تمثل الأداة متعددة الأطراف التي تنظم التجارة الدولية في السلع بين أعضائها..
رابعاً: بورصات الأوراق المالية الدولية والعربية حيث تحتل الأسواق المالية مركزاً حيوياً في النظم الاقتصادية الحديثة، وهي تعتبر انعكاساً للنظم المالية والاقتصادية للدولة، ويمكنها أ، تؤثر على التنمية الاقتصادية تأثير إيجابياً من خلال تعبئة المدخرات الكافية والتوزيع الكفء لهذه المدخرات المجمعة على الاستثمارات المختلفة ذلك أن تمويل خطط التنمية الاقتصادية يعد من الوظائف الأساسية للأسواق المالية التي تمثل أحد المصادر الهامة لتوفير الاستثمارات للقطاعات التي توجد بها سيولة غير مستغلة فضلاً عن أهميتها لتمويل القطاعات التي توجد لديها عجز في السيولة النقدية..