إن حضارتنا العربية في الجاهلية هي سفر حافل بالمواقف والقيم، لا ينفذ ثراء وعيونه الفياض، ولا تتوقف عن وروده الأجيال، لأنه جزء من الحاضر المشرئب نحو المستقبل، فمن هذا التراث يجب أن نتعلم أمثولة الحاضر، ونبني آفاق المستقبل. وموضوعات هذا الكتاب تستقرئ في هذا الماضي، تعرج على...
إن حضارتنا العربية في الجاهلية هي سفر حافل بالمواقف والقيم، لا ينفذ ثراء وعيونه الفياض، ولا تتوقف عن وروده الأجيال، لأنه جزء من الحاضر المشرئب نحو المستقبل، فمن هذا التراث يجب أن نتعلم أمثولة الحاضر، ونبني آفاق المستقبل. وموضوعات هذا الكتاب تستقرئ في هذا الماضي، تعرج على شوامخ الأحداث، وتقف عند شواهدها الإيجابية، التي تصلح لإقامة بناء حضاري، ينسجم مع تطلعات الأمة، ويتوافق مع أهدافها النبيلة، في إقامة مجتمع الإنسان، انطلاقاً من الإيمان بحتمية إعادة كتابه تراث هذه الأمة، وتنقية صفحاته مما اعتورته في إضافات مشبوهة، وزيادات ملفقة، يمجها المنطق والعلم، ويرفضها التحليل الرصين. وقناعة الباحث المبدئية بأن التركيز على الأحداث الجسام للأمة، والوقوف عند مرافقها التاريخية والحيوية، أجدى بكثير من التحدث عن السلبيات، وتناول الأخطاء والثغرات التي اعترضت مسيرة الأمة الطويلة.