يدور هذا الكتاب -كما هو واضح من عنوانه- حول تاريخ الزرارية، مسقط رأس المؤلف، كمركز من مراكز حكم العشائر أيام العثمانيين، ويدور في قسمه الثاني حول تاريخ وجغرافية جبل عامل (الجنوب اللبناني) منذ أقدم العصور، بدءاً بالتسمية والموقع والموقف مروراً بعهود الظلم والإهمال اللذين...

يدور هذا الكتاب -كما هو واضح من عنوانه- حول تاريخ الزرارية، مسقط رأس المؤلف، كمركز من مراكز حكم العشائر أيام العثمانيين، ويدور في قسمه الثاني حول تاريخ وجغرافية جبل عامل (الجنوب اللبناني) منذ أقدم العصور، بدءاً بالتسمية والموقع والموقف مروراً بعهود الظلم والإهمال اللذين مارسها عليه الولاة والحكام الإقطاعيون أيام الحكم العثماني وفي زمن الانتداب الفرنسي.
كما يضم الكتاب فصولاً عن: رجال المقاومة من أبناء الزرارية وبطولاتهم والمقاومة الوطنية والهجرتين العامليتين القسريتين، ووشائج القربى والعلاقات الثقافية والتجارية التي تربط الزرارية بكل من: أنصار والنبطية وجباع وصيدا وصور، وحديث مفصل عن عائلات الزرارية وأعلامها وآثارهم، ومثقفيها ومغتربيها ونشاطاتهم وخدماتهم.

أما الفولكلور اللبناني والعاملي وفلسفته ومظاهره فقد أفرد له المؤلف حيزاً واسعاً من كتابه وجاء حديثه عن الحكم والأمثال والمفردات والمصطلحات التعبيرية الشعبية ليشكل معجماً قائماً بذاته يثبت فيه المؤلف أن اللهجة واللغة العالمية الدارجة هي أقرب اللهجات إلى الفصحى، وأقلها عجمة.

ويختتم المؤلف كتابه هذا بنبذة عن الصحابي الكبير أبي ذر الغفاري كداعية ومرابط، وبحث عن المرأة العاملية في عهود الاضطهاد والتجهيل والأمية، ثم خروجها من القمقم وانطلاقتها على دروب النهضة، إلى جانب سرد سريع للمدارس في حفظ كيان العامليين وسلامة لغتهم العربية المحكية، ثم دراسة علمية عن نهر الليطاني ومطامع إسرائيل في مياهه، وإهمال الدولة له في عهود الاستقلال الأولى.

وسيستنتج القارئ الكريم أن المؤلف لا يؤرخ لبلدته وبلده فسحب بل سيجده يطل من خلال التوثيق التاريخي بكل أحاسيسه وأشواقه وذكرياته وخصوصياته، معبراً عن كل ذلك بأسلوبه الشاعري المعروف عنه، حتى ليكاد هذا الكتاب ينقلب على يديه: سيرة ذاتية تنضح بالصدقية والعفوية، وتضج بالحياة والماوية.