مهما قيل في ازدواجية البحتري، وتقلبه، وجحوده، فإن ذلك ما لمن يعره المؤلف كبير اهتمام، شيمة الأخلاقيين، بقدر ما اهتم بالبحتري الفنان، الشاعر ذي التجربة الشعرية، واللغوية الخلاقة، التي عبر عنها بفرادة أسلوبية بديعية، سماها الأقدمون "الديباجة" و"السلاسل الذهبية"، ويسميها...
مهما قيل في ازدواجية البحتري، وتقلبه، وجحوده، فإن ذلك ما لمن يعره المؤلف كبير اهتمام، شيمة الأخلاقيين، بقدر ما اهتم بالبحتري الفنان، الشاعر ذي التجربة الشعرية، واللغوية الخلاقة، التي عبر عنها بفرادة أسلوبية بديعية، سماها الأقدمون "الديباجة" و"السلاسل الذهبية"، ويسميها المؤلف "اللغة الخاصة" ذات الصليل الشامي المعروف، والهيمنة الشمالية، تأتيه من قبل سهوب حلب، وبطاح منبج، عليلة، رخية، ناعمة.. مع أنها تنبعث من لهاة شاعر عاشر في جو خانق، مشحون بالمؤامرات من كل نوع: جوّ بغداد المتوكل، وابن خاقان والمنتصر، وأضرابهم من الذين أفسدوا على الشاعر، حريته، وقتلوا فيه شاميته، أو كادوا.. واستعداده لأن يكون شاعراً وصافاً "برناسياً" و"رومنسياً" من الطراز الأول.
تلك اللغة البحترية التي تجري في الحروف الحياة، وترسم بالكلمات، هي ما حاول المؤلف اكتشاف مصادرها، ومميزاتها، في هذه الدراسة جديدة المقارنة.