ولد أبو الحسن علي بن حبيب الماوردي البصري مصنف هذا الكتاب سنة 364 للهجرة وتوفي سنة 450هـ، أي أنه عاش في فترة ازدهار الثقافة الإسلامية وفي أرقى عصور الدولة العباسية، والمعروف أن الماوردي هو فقيه شافي مرموق، كما وعرف عنه اضطلاعه بالسياسة والأدب والفكر وتميز عن سواه بوضوح أسلوبه...
ولد أبو الحسن علي بن حبيب الماوردي البصري مصنف هذا الكتاب سنة 364 للهجرة وتوفي سنة 450هـ، أي أنه عاش في فترة ازدهار الثقافة الإسلامية وفي أرقى عصور الدولة العباسية، والمعروف أن الماوردي هو فقيه شافي مرموق، كما وعرف عنه اضطلاعه بالسياسة والأدب والفكر وتميز عن سواه بوضوح أسلوبه ولغته وكثرة تآليفه في الفروع المختلفة للثقافة. كتب الماوردي العديد من التصانيف في كثير من أبواب العلوم لكن ما وصل للقراء منها هو إثني عشر كتاباً لا غير، لم تكشف الأبحاث الحديثة من المخطوطات عن كتب سواها.
والكتاب الذي بين يدينا يدخل ضمن تصانيف الماوردي التي ذكرنا وفيه تحدث الماوردي في القسم الأول عن دلائل النبوة، أما في الثاني فذكر الدلائل المختلفة في أقسامها وأحكامها. وهكذا فقد جعل الماوردي كتابه مشتملاً على أحد وعشرين باباً حملت العناوين التالية: في مقدمة الأدلة، في معرفة الإله المعبود، في صحة التكليف، في إثبات النبوات، في مدة العالم وعدة الرسل عليهم الصلاة والسلام، في إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، فيما يتضمنه القرآن من أنواع إعجازه، في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، فيما شوهد من معجزات وأفعاله صلى الله عليه وسلم، فيما سمع في معجزات أقواله صلى الله عليه وسلم، فيما أكرمه الله تعالى به من إجابة دعوته صلى الله عليه وسلم، في إنذاره بما سيحدث بعده صلى الله عليه وسلم، في معجزة صلى الله عليه وسلم في ظهور المعجز من الشجر والجماد، في هتوف الجن بنبوته صلى الله عليه وسلم، فيما هجست النفوس من إلهام العقول بنبوته صلى الله عليه وسلم، في مبادئ نسبه وطهارة مولده صلى الله عليه وسلم، من آيات مولده، وظهور بركته صلى الله عليه وسلم، في شرف أخلاقه وكمال فضائله، في مبتدى بعثته واستقرار نبوته. أما لجهة منهجه الذي سلكه فيه فهو منهج كلامي جدلي منطقي، يعيد عن منهج القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحةفي إثبات العقيدة وتقرير قضاياها.