شارك هذا الكتاب
ديوان التهامي
(0.00)
الوصف
نشأ "أبو الحسن علي بن محمد التهامي" في عصر كانت الدولة العباسية تتنازعها عوامل الانحلال، فكانت دار الخلافة في بغداد تحت نفوذ بني بويه وحمدان وطفج وغيرهم من الأمراء المستقلين بأجزاء الخلافة، ولم يبق للخلافة من رونق وكثر الأدعياء، والثائرون حتى عمت الفوضى السياسية. في هذه...
نشأ "أبو الحسن علي بن محمد التهامي" في عصر كانت الدولة العباسية تتنازعها عوامل الانحلال، فكانت دار الخلافة في بغداد تحت نفوذ بني بويه وحمدان وطفج وغيرهم من الأمراء المستقلين بأجزاء الخلافة، ولم يبق للخلافة من رونق وكثر الأدعياء، والثائرون حتى عمت الفوضى السياسية. في هذه الفترة المضطربة نشأ أبو الحسن التهامي في تهامة -أي مكة. كان في بداية حياته كما يقول الباخرزي في كتابه "دمية القصر": من السوقة، ولي خطابة الرملة، ثم انقطع إلى بني الجراح يمتدحهم، ويستضيء بهم ويقتدحهم، وكانت له همة في معالي الأمور تسول له رئاسة الجمهور، فقصد مصر واستدل على أموالها، وملك أزمة أعمالها، ثم أنه غدر به بعض أصحابه ومعه كتب من حسان بن مفرج الطائي إلى بني قرة، فصار ذلك سبباً للظفر به، وأودع السجن في موضع يعرف بالمنسي سنة 416هـ، ثم قتل سراً في سجنه في تاسع جمادى الأول من السنة المذكورة".
وأما شعره فللنقاد القدماء آراء عديدة تدل جميعها على براعته في الشعر وجودة المعاني التي أتى بها, ومن جملة هذه الآراء قول ابن بسام الأندلسي في كتابه الذخيرة: كان مشتهر الإحسان، ذرب اللسان، مخلياً بينه وبين ضروب البيان، يدل شعره على فوز القدح، ودلالة برد النسيم على الصبح...".

ويتسم شعر التهامي بالسهولة، وهو طوع لإرادة الشاعر برسله على سجيته فيأتي بكثير من المعاني الطريفة والصور البديعة، وأغلب شعر التهامي يندرج تحت لونين هامين من الموضوعات هما: المديح والرثاء، وإن جاء الغزل كثيراً فهو يجيء كمقدمات للمديح. أما المديح فهو يستنفذ أكثر شعره، وهو فيه طويل النفس، يسترسل في بدايته في التغزل بالمحبوبة واصفاً محاسنها، فإذا هي تشرق وفي وجهها عشروق ضوء الصباح. وأما الطبيعة التي فيها يكون اللقاء بينهما، فهي في غاية الجمال والرونق... ثم يصل إلى وصف الممدوح فيلقي عليه من النعوت والأوصاف التي تتناسب مع مقام كل ممدوح، فهو إما أن يكون شخصية لا يرقي إليه المدح لكرمه وشجاعته، أو معتصراً للمجد لا يتركه ينتقل إلى أحد سواه، فهو فريد زمانه، أو هو ملك يروقك منظره، ومندهش لكثرة المزايا التي يتحلى بها الخ.

ونحن إذا ما تعمقنا في دراسة مديح التهامي، وجاز لنا المقارنة بينه وبين سواه، لوجدنا شبهاً بينه وبين سابقه المتنبي، لكن الفرق الجوهري بين هاتين الشخصيتين هو أن لكل منهما طريقته الخاصة في المدح، والغاية المتوخاة من وراء ذلك المدح... أما الرثاء فأبو الحسن التهامي يبدأه بعظات تمس دخائل القلوب، وأعماق النفوس لأنه يصور فيها الدنيا وكؤوسها المليئة بالأقدار، وأيامها التي تدنى الآجال، وتقطع الآمال، وتجعل الإنسان دائماً بين يومين: يوم مضني بنكده وبؤسه، ويوم بقي لا يدري الإنسان فيه هل سيمضي إلى نهايته أم أن أنفاسه ستقطع دون غاية، فتخرج منه النفس ثم يحل في الرمل، وأما بغية الموضوعات التي تطرق إليها الشعر، فهي لا تقل من حيث المستوى الفني عن المدح والرثاء، وإن كانت قليلة جداً كالغزل والعتاب والزهد الخ.

وإذا رأينا أن التهامي في موضوعاته الشعرية يكرر نفس المعاني وحتى نفس الألفاظ والأوصاف، فإن هذا لا ينقص من قدره، ولا يمنع من أني جعله شاعراً مبدعاً، يجعل الشعر طوع لسانه، ومدّ خياله ومشاعره، وبين طيات هذا الكتاب تحقيق لمتن ديوان التهامي وشرح للألفاظ الغريبة في القصائد.
التفاصيل

 

سنة النشر: 1986
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 506
عدد الأجزاء: 1

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين