انتقل الطب من التشخيص من التشخيص البدني الصرف إلى التحليل النفسي، ذلك أن الصدمة النفسية تؤثر على الجسم بواسطة التركيب الدماغي. والصدمة تترك أثراً داخل الذاكرة. فالتذكير الواعي يساعد بفضل التنويم المغناطيسي على الشفاء الجزئي، ثم الشفاء التام، هكذا، توجد صلة وثيقة ومترابطة...
انتقل الطب من التشخيص من التشخيص البدني الصرف إلى التحليل النفسي، ذلك أن الصدمة النفسية تؤثر على الجسم بواسطة التركيب الدماغي. والصدمة تترك أثراً داخل الذاكرة. فالتذكير الواعي يساعد بفضل التنويم المغناطيسي على الشفاء الجزئي، ثم الشفاء التام، هكذا، توجد صلة وثيقة ومترابطة ما بين الحالة الانتقالية الشعورية والإصابة البدنية المؤلمة. من البديهي إذن، أن يعتبر الطب التقليدي ناقصاً بالنسبة إلى هذا الاكتشاف العلمي المدهش. وما تزال هناك مجالات غامضة، ستنجلي في المستقبل أمام الباحثين. هذا ما ذهب إليه سيجموند فرويد في نهاية هذا الكتاب. دون أن يدعي بأنه المكتشف الوحي والعالم الفريد من نوعن من حيث تقديم الطرائق النفسانية العلاجية الحديثة، بل أقرّ بأنه يوجد نشاط مماثل لدى علماء كثيرين... وهذا ما ذهب إليه أيضاً زميله وأستاذه الطبيب جوزيف بروير الذي قدم كتابه هذا إلى جميع الفئات، وهو ضروري؛ لأنه ثقافي ويساهم بالتالي في مساعدة الإنسان لإدراك ذاته وميوله الدفينة والسيطرة على انفعالاته بواسطة التوجيه الذاتي الواعي.
إلا أنه (الكتاب) يفيد بوجه خاص الأطباء وعلماء النفس. إضافة إلى أنه شيق، لاحتوائه على قصص واقعية مدهشة جمعها فرويد من خلال معايشته لحالات يعالجها. والكتاب إلى ذلك كتاب هادف، يعلم الأهل كيفية المحافظة على صحة أولادهم، بإبعادهم العوامل النفسية التي تسبب لهم صدمات نفسية التي ينتج عنها اضطرابات عصبية التي تتطور لتصل إلى تلك الحالة المرضية التي لا تطاق وهي الهستيريا.