إن مشكلة كل عصاب هي بالنسبة للمريض الصعوبة في المحافظة على سلوك، طريقة في التفكير والالتقاط التي تتناقض مع متطلبات الواقع. بشكل عام، عندما تؤدي هذه الطريقة في الحياة والسلوك، إلى حافة الانهيار العصبي، حتى تعرض الحالة للطبيب، الذي تكون وظيفته، اكتشاف أفضل وسيلة لمعالجتها....
إن مشكلة كل عصاب هي بالنسبة للمريض الصعوبة في المحافظة على سلوك، طريقة في التفكير والالتقاط التي تتناقض مع متطلبات الواقع. بشكل عام، عندما تؤدي هذه الطريقة في الحياة والسلوك، إلى حافة الانهيار العصبي، حتى تعرض الحالة للطبيب، الذي تكون وظيفته، اكتشاف أفضل وسيلة لمعالجتها. هكذا إذن، المشكلة المشتركة للمريض والطبيب، قاعدة تعاونهم هي تفهم طبيعة أخطاء المريض، مما يتطلب ليس فقط معرفة صحيحة للخطوط الأساسية لقصته، ولكن التقاط الوحدة الديناميكية لهذه القصة وكأنها محاولة مستمرة نحو تحقيق مفهوم ضمني للتفوق. كما أثبتته بوفرة أعمال علم النفس الفردي، إنه هدف فردي للتفوق، الذي هو العامل المؤثر لكل عصاب، ولكن هذا البحث نفسه، وليد تجارب واقعية بالنقص، هذه التجارب تكيفها وتحددها بصرامة. إن المحاولة الأولى لاقتراب الطبيب، تنحصر في تحديد الأسباب الحقيقية، لمشاعر النقص، التي يخفيها المريض أمام عيونه نفسها على درجات مختلفة وأسلوب شخصي بحت. الشعور بالنقص، يعتبر بشكل عام، كعلامة ضعف، وأما شيء مخجل، لدينا دافع قوي لإخفائه. في الحقيقة، المجهود الذي يبذله لإخفائه، هو أحياناً عظيم لدرجة أن المريض نفسه، لا يعود يملك الوعي بنقصه، كمجرد نقص، وهو مهتم كلياً بنتائج الشعور، وبكل التفاصيل الموضوعية التي تساعد في إخفائها.
فالفرد يمكن أن يدفع شخصيته إلى هذا العمل، بأسلوب فعّال، لدرجة أن كل تيار حياته النفسية، يتصاعد بدون توقف، من أدنى إلى أعلى، أي من شعور النقص، نحو شعور التفوق، هذا التيار يعمل بطريقة أوتوماتيكية من انتباهه لنفسه. وهكذا عندما يُسأل أحدهم، إذا كان لديه عقدة نقص، أليس مفاجئاً سماع جواب سلبي، من الأفضل إذن، عدم الإلحاح، ولكن مراقبة الحركات النفسية والعقلية، التي من خلالها يمكن لمس السلوك والأهداف الفردية. وإذا فعلنا ذلك، نلتقط عندئذ، بدرجات متفاوتة، عند كل الناس شعوراً بالنقص متوازياً مع حركة تعويضية، موجهة نحو هدف للتفوق. هذا الشعور العالمي، ليس في حد ذاته مدعاة للأشياء، فمغزاه وقيمته، يتأثران بالاستعمال الذي يجري له. إن الاكتشاف الأكثر أهمية، لعلم النفس الفردي، هو المحرك الذي نتلقاه في المثابرة، من الجهة المفيدة للحياة.
تلك هي بعض من مفاهيم ألفرد آدلر المؤسس لعلم النفس الفردي، ومن خلال هذا الكتاب سيجد القارئ غير المعتاد إمكانية تعلم واختبار الأفكار الموجهة عنده. وشكل آخر من مفاهيم آدلر، ينطوي في تفاؤله أمام الحياة. إنه عنصر من طبع الرجل نفسه، إذ كان رجلاً محبوباً، اجتماعياً للغاية، نشيطاً، حيوياً، وسعيداً بالحياة. إن طموحه كان، أن يشفي مريضه عندما يكون ذلك ممكناً، أو في أغلب الأحيان على مساعدته في تعويض عاهاته، عندما تكون تلك العاهات غير قابلة للشفاء.