شرائع الإسلام للمحقق الحلي من أجود الكتب، ومن أمتن المؤلفات الفقهية وأحسن المؤلفات الفرعية وأوسعها انتشاراً، لما فيه من التنبيهات الجليلة، والتلويحيات الدقيقة الخفية، وهذا ما جعله يصبح مداراً لبحوث الدراسة في الحوزات العلمية قروناً متمادية من أيام تأليفه وحتى الآن. كما...
شرائع الإسلام للمحقق الحلي من أجود الكتب، ومن أمتن المؤلفات الفقهية وأحسن المؤلفات الفرعية وأوسعها انتشاراً، لما فيه من التنبيهات الجليلة، والتلويحيات الدقيقة الخفية، وهذا ما جعله يصبح مداراً لبحوث الدراسة في الحوزات العلمية قروناً متمادية من أيام تأليفه وحتى الآن. كما ويعد من أشرف المؤلفات نظراً لما سلك فيه المؤلف من مسلك الاختصار في شرحه لمسائل الحلال والحرام. أما شرحه الذي دوّنه العلامة "الموسوعي العاملي" في كتابه هذا الذي نقلب صفحاته "مدارك الأحكام في شرح شرائع الإسلام" فيعد من أهم الشروح الاستدلالية، وذلك لاعتماد الشارح فيه على الروايات المسلمة الاعتبار، ومن هذه الروايات يختار ما كانت دلالتها واضحة وينتقي من الأدلة العقلية ما كان متفقاً عليه. ومن مميزات هذا الشرح أيضاً أنه ينقل الرواية بكاملها مع الدقة في نقلها، ولذا كان من الكتب المعتمدة في نقل الرواية وكان غاية مقصود الشارح في هذا التعليق إنما هو تحرير المسائل الشرعية، واستخراجها من أدلتها التفصيلية. هذا وقد جاء السفر محققاً وتجلى عمل المحقق بـ: أولاً مقابلة النسخ الخطية والنسخة الحجرية. ثانياً: تخريج الروايات واستخراج الأقوال الفقهية-الشيعية والسنية-من مصدرها الأصلية. ثالثاً: تقويم النص وذلك بهدف إظهار نص صحيح للكتاب أقرب ما يكون لما تركه المؤلف. رابعاً: تنظيم الهوامش وكتابتها.