يبحث المؤلف السيد على بن موسى بن طاووس في كتابه الماثل بين يدينا في أمر دقيق وهو كيفية حصول الإنسان على الأمن في حضره وسفره بدعوات صالحات، أو أعمال مقبولة، أو طلب سريع الفائدة، لقد وفى مؤلف هذا الكتاب، الموضوع حقه، وذلك ظاهر لمن سبر غور الكتاب، وتنقل بين صفحاته. فقد رتبه...

يبحث المؤلف السيد على بن موسى بن طاووس في كتابه الماثل بين يدينا في أمر دقيق وهو كيفية حصول الإنسان على الأمن في حضره وسفره بدعوات صالحات، أو أعمال مقبولة، أو طلب سريع الفائدة، لقد وفى مؤلف هذا الكتاب، الموضوع حقه، وذلك ظاهر لمن سبر غور الكتاب، وتنقل بين صفحاته. فقد رتبه المؤلف على أبواب وفصول، وكان للأسفار فيه باب واسع لما فيها من الأخطار غير المتوقعة والعوائق غير المنتظرة، وأقل ما فيه البعد عن الأهل والوطن. بدأ المصنف كتابه بذكر الأيام التي يستجب فيها السفر من أيام الأسبوع، ثم تطرق إلى الأيام المستحبة والمكروهة للسفر من أيام الشهر. وأورد الأعمال التي يتهيأ بها المسافر إلى أن يصحبه في سفره من الأشياء للسلامة من الأخطار والانحدار كالتربة الحسينية الشريفة.
ولم ينس أن يذكر ما يحتاج المسافر إلى صحبته من الناس، وأن السفر منفرداً مكروه بل منهي عنه، لأن وجود الأقران والأصحاب معين على دفع ما يحتمل من أخطار الأعداء. ولما كان الإنسان عرضة للبلاء، وحاملاً للداء، فقد أفاض المؤلف في ذكر الأمراض التي تعرض في السفر كالصداع والزكام ووجع الأسنان وعرق النسا وغيرها... وذكر لها العلاج الروحي بالدعاء والابتهال إلى الله سبحانه وتعالى، وذكر الأدعية المأثورة عن آل البيت. وذكر أثر العسل وما فيه من الفوائد، أثره في الاستشفاء من الأسقام.