إن هذا الكتاب يتصدى لأداء مهمة مزدوجة في مجال المعارف الإسلامية: أولاً: فمن ناحية يعنى بالتفسير، حيث أنه يبين أسباب النزول لآيات قرآنية، وهذا الأسلوب في تفسير القرآن من أقدم المناهج الملتزمة في التفسير؛ كما أن الكتاب يعتبر من أقدم المؤلفات فيه على هذا المنهج. ثانياً: ومن ناحية أخرى يعنى بالعقائد، حيث جمع فيه الآيات النازلة في حق أمير المؤمنين علي عليه السلام، المنبئة عن سامي مقامه وجليل منزلته.
وهذا الكتاب يعدّ من أوائل الكتب المؤلفة في هذا الموضوع، فهو عريق في القدم من الناحية التراثية، كما أن الموضوع له أهمية بالغة من الناحية العقائدية والفكرية مما دعا المؤلف إلى التأليف فيه، شأنه شأن كبار المؤلفين في عصره. ويعتقد أن المؤلف قد تنبه إلى الخطر الناجم من استمرار الصراع بين فرق الأمة وطوائفها المتشتتة، فسعى بتأليفه هذا إلى تأليف القلوب، واستغل علمه لجعل حد لذلك النزاع المستعصي.

إن اللجوء إلى هذا الشكل من التأليف، يثمر المطلوب، لوجهين: أولاً: لأن ربط قضية عقائدية بالقرآن، إنما يضفي عليها قدسية نابعة من قدسية القرآن وكرامته، فالاستدلال بالآية القرآنية على أمر متنازع فيه يكون حاسماً للنزاع وقاطعاً للخلاف بالإجماع من كل الفرق الإسلامية. ثانياً: لأن إيراد الأحاديث المسندة المتصلة بالنبي صلى الله عليه وسلم والتي تدل على أفضلية الإمام وتقدمه، يؤدي بلا ريب إلى الإجماع واتفاق الكلمة، ويكون بياناً مشتركاً من كل الفرق المتنازعة. وبذلك يجتمع في هذا الكتاب القرآن والسنة معاً على إثبات إمامة الإمام وتفضيله، ويتحقق بذلك أيضاً هدف المؤلف من تأليفه.

هذا وقد جاء الكتاب محققاً بقلم "محمد رضا الحسيني" وتتلخص ما قام به من عمل في هذا الكتاب فيما يلي: أولاً: مقابلة النسخ، واستخلاص النص المضبوط من بينها. ثانياً: تقطيع النص. ثالثاً: استدراك ما سقط من أسباب نزول الآيات في علي عليه السلام، وإلحاقها بالكتاب. رابعاً: تخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة. خامساً: تكميلاً للعمل في الكتاب، وإتماماً لفائدته، وتسهيلاً لمراجعته وضعت الفهارس التالية: فهرس الآيات القرآنية، فهرس الأحاديث الشريفة، أعلام الكتاب، فهرس المواضيع والأيام والألفاظ الخاصة، فهرس الكتب والمؤلفات المذكورة في المقدمة والهوامش والتخريجات، فهرس المصادر والمراجع المعتمدة في التقديم والتخريج، فهرس المحتوى.