روى مسلم في أوائل صحيحه عن ابن المبارك أنه قال "الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء". وَبالجملة فإن الأسانيد كما قال النووي: "من المُهمات المطلوبات بحيث ينبغي لمُعلم العلم وطالبِهِ معرفتها ويقبحُ بهما جهالتها" ومن ثَمَّ اعتنى بتحريرها الأئمةُ الثقاتُ وألفوا في...
روى مسلم في أوائل صحيحه عن ابن المبارك أنه قال "الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء". وَبالجملة فإن الأسانيد كما قال النووي: "من المُهمات المطلوبات بحيث ينبغي لمُعلم العلم وطالبِهِ معرفتها ويقبحُ بهما جهالتها" ومن ثَمَّ اعتنى بتحريرها الأئمةُ الثقاتُ وألفوا في تدوينها الأثبات. هذا وقد حصل لي بفضل الله الجواد جملة وافرة من أسانيد هؤلاء القوم ومنهم أسانيد شيخنا المعمّر واحد عصره وفريد دهره العلامة الفقيه اللغوي الزاهد الورع ولي الله عبدالله ابن محمد الهرري المعروف بالحبشي رضي الله عنه وقد أحببتُ أن أنشر طرفًا منها وهو أسانيده للكتب الحديثية العشرة مصدّرًا الكل بالحديث المسلسل بالأولية معقّبًا لكل إسنادِ كتابٍ مجلسًا من مجالس الإملاء لشيخنا رحمه الله يتعلق بحديث من الكتاب، هذا وإنني لم أستوف بالذكر جميعَ أسانيده رضي الله عنه بغية الاقتصار على بعض ما وقع له منها قراءةً على مشايخه الأجلاء، فالله أسألُ أن ينفع بها وبرجالها إنه على كل شىء قدير.