"الله يهديك، النساء كثرن هذه الأيام، أصبحن يقبلن حتى على ذوي العاهات، المرأة اليوم تتلهى بواحد كيفيما كان، حتى يأتيهما الله بواحد أحسن منه. والمحاكم لم تخلق للزواج وإنما خلقت للطلاق أيضاً. ولكن كيف يستطيع ذلك البرهوش أن يتزوج؟ إنه أقوى من بغل، يستطيع أن يحبل نساء قبيلة...
"الله يهديك، النساء كثرن هذه الأيام، أصبحن يقبلن حتى على ذوي العاهات، المرأة اليوم تتلهى بواحد كيفيما كان، حتى يأتيهما الله بواحد أحسن منه. والمحاكم لم تخلق للزواج وإنما خلقت للطلاق أيضاً. ولكن كيف يستطيع ذلك البرهوش أن يتزوج؟ إنه أقوى من بغل، يستطيع أن يحبل نساء قبيلة بأكملها. وقالت واحدة: إذا كن حمقاوات وأقبلن عليه. وماله؟ إنه شاب ويشتغل.
فكرة الزواج لم تتحدد في ذهن حميد بعد، لكنه حبذها سوف يفعل مثلما يفعل كل الناس، يتزوجون وينجبون، يحترمهم الجميع، بعد ذلك، يلزمه أن يغير من سلوكه. سوف يتحدث بطريقة خاصة مثلما يتحدث الرجال المتزوجون، وسوف يكف عن ارتكاب حماقات مثل تلك التي يرتكبها العزاب، بعض زملائه من بائعي الصحف الأكبر منه سناً متزوجون. لكن يبدو أنهم يعيشون مسحوقين، دائماً رؤوسهم مطرقة، يأكلون بامتعاض وتقزز، غير أن ثيابهم نظيفة، عكس العزاب الذين تظهر ثيابهم مسودة باستمرار بفعل احتكاك الجرائد يومياً بها".
كعادته يتابع "محمد زفزاف" نقده للمجتمع المغربي وهنا في روايته هذه يتوقف عند حياة فتىً صغير أجبر على العمل كبائع للجرائد وذلك لكسب لقمة العيش، كما وأجبر من قبل والدته على الزواج بفتاة لا يحبها وذلك لمجرد أنه قد أصبح رجالاً مع أن سنة لا يتعدى الثامنة عشرة من العمر، إلا أن زوجته لن تتميز كثيراً عن أرتابها من الفتيات في تلك المنطقة حيث ترسو السفن الغربية ويتدخل الجنود بحياة أهل المنطقة، وهي لن تكون بالتالي عذراء "وحميدو" بطل الرواية لن يكتشف ذلك إلا بعد فوات الأوان.