إنَ الإهتمام بحقوق الإنسان قضية ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، وقد شغلت بال مفكّرين كثيرين، إلا أن ما يحظى بالإهتمام اليوم تحت هذا العنوان، ويأخذ بعداً عالمياً هو الحقوق والحريَات التي ركَزعليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وظهر عدد طبير من المؤسسات الإقليمية والدولية...

إنَ الإهتمام بحقوق الإنسان قضية ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، وقد شغلت بال مفكّرين كثيرين، إلا أن ما يحظى بالإهتمام اليوم تحت هذا العنوان، ويأخذ بعداً عالمياً هو الحقوق والحريَات التي ركَزعليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وظهر عدد طبير من المؤسسات الإقليمية والدولية التي قامت بنشره وتطبيقه. وكانت هذه الجهود مثمرة جداً في توضيح ورعاية حقوق الإنسان وحريَاتهم.
ولكنها رغم ذلك واجهت تحديَين لا يستهان بهما،وهما أولاً، عملية التسييس والإستغلال لوثائق ومؤسسات حقوق الإنسان من قبل الدول الكبرى التي تحاول إتّخاذها سلاحاً لقمع البلدان المخالفة لها وخاصة بلدان العالم الثالث. وثانياً إن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قد دوَن وفقاً لمبادئ وأصول نظرية كان منطلقها الغرب. لذلك؛ وفي حال عدم القبول بهذه المبادئ فلابد للكثير من الحريَات والحقوق التي نضَ عليها الإعلان المذكور أن تخضع للتغيير والتبدَل.
يتبنَى الكتاب الذي بين أيديكم تسليط الضوء على التحدَي الثاني الذي يواجه نظام حقوق الإنسان، ووضعه على بساط النقد والقييم، بحيث يجري إستجلاء مبادئه ومقارنتها مع مبادئ الإسلام، والمسيحية، واليهودية، والزرادشتية، وأديان الشرق الأقصى، وبعض المدارس الفكرية، كالإتجاه المحافظ، والرومانطيقية، والماركسية.