لا ريب في أن الفقه معنيّ بالوقائع المستحدثة والجديد من الظواهر والأحداث فيما يسمى فقه النوازل. من هنا كانت الوقائع الحادثة مما يرجع فيه إلى الفقيه. والذي يلاحظ أن الفقه في العقود الأخيرة لم يتعاط مع مستحدثات المسائل بجدية عالية. فمن جهة لوحظ أن الفقه في العقود الأخيرة لم...

لا ريب في أن الفقه معنيّ بالوقائع المستحدثة والجديد من الظواهر والأحداث فيما يسمى فقه النوازل. من هنا كانت الوقائع الحادثة مما يرجع فيه إلى الفقيه. والذي يلاحظ أن الفقه في العقود الأخيرة لم يتعاط مع مستحدثات المسائل بجدية عالية. فمن جهة لوحظ أن الفقه في العقود الأخيرة لم يتعاط مع مستحدثات المسائل بجدية عالية. فمن جهة لوحظ عدم اطلاعه بالدقة على خصوصيات الموضوعات التي تنتمي إليها الكثير من مستحدثات المسائل، فغدت الأحكام الصادرة غير مطبقة على الموضوعات لعدم وجود خبرة كافية عند بعض الفقهاء في تحديد هذه الموضوعات، كما لوحظ، من جهة أخرى، استخفافاً عبّرت عنه حالة الاستعجال في استخلاص نتائج الموضوعات المستحدثة عبر التمسك سريعاً بهذا الإطلاق أو ذاك العموم، بما يوحي وأن المسائل المستحدثة لا تحتاج إلى مزيد بحث غير ما يؤصل في الدراسات الفقهية المتعارفة، وقد برز هذا الاستخفاف واضحاً في انعدام ظاهرة دروس الخارج التي تعالج هذه المستحدثات إلا نادراً ومتأخراً جداً.
إن مستحدثات المسائل ليست بهذه البساطة أبداً، بل يمكن الزعم بأنها المحك اليوم لاختبار اجتهاد المجتهد ومدى تضلعه في القواعد الفقهية، لأنها تفتقد الامتداد التاريخي، مما يجعل الفقيه ملزماً بابتكار الوجوه بدل الاتكال على بحوث من سبقه والاكتفاء بالتعليق عليها. من هنا تبدو ضرورة تعمق الفقيه في فهم الظاهرة المستحدثة نفسها من جهة، وضرورة تأنيه في معالجتها. إن دراسة المسائل المستحدثة دراسة متأنية معمقة خبيرة ظاهرة يمكن الزعم بأنها جديدة وقليلة في الوقت نفسه في أوساطنا، وهذه مشكلة حقيقية، فالمفترض عندما يثار موضوع مستحدث في العالم كالاستنساخ أن تكون هناك مبادرات من علماء المسلمين لعقد المؤتمرات وبسرعة حوله، لمساعدة الفقهاء على تحديد الموضوع بدقة وبلسان من هو خبير بها.

من هنا تبدو أهمية هذا الكتاب الذي يضم بحوثاً في الفقه الزراعي والمعاملات المرتبطة بشؤون الأراضي والبساتين والأشجار، أي بشؤون الحياة الزراعية، على ما لها من اهمية فائقة في المجتمع الإنساني عموماً. ويأتي هذا الكتاب ليسد ثغرة في المكتبة الإسلامية عموماً وخصوصاً الفقهية منها والقانونية وقد جعل البحث في كتابي المزارعة والمساقاة على فصول جاءت مواضيعها على النحو التالي: كتاب المزارعة: 1-المزارعة الحقيقية والمشروعة والحكم، 2-شروط عقد الزراعة، 3-أنواع المزارعة وأحكامها، 4-عدم إنجاز العامل وظائفه، 5-أركان المزارعة وأطرافها، 6-اختلال عقد المزارعة، الصور والآثار، 7-النفقات وأحكامها، 8-الخرص والتقدير، الأحكام والنتائج، 9-فقه المنازعات، 10-مسائل متفرقة. كتاب المساقاة: 1-المساقاة الحقيقية والمشروعة، 2-شروط عقد المساقاة، 3-المساقاة، متعلق العقد وأحكامه، -المتطلبات والوظئاف في عقد المساقاة، 5-أحكام الحصة وما يشرط متصلاً بها، 6-أحكام في عقد المساقاة، 7-عقد المغارسة.