تواجه الإنسان، في هذه الحياة الدنيا، أسئلة كثيرة ومتنوعة، وتشمل في كثير من الأحيان مختلف شؤون هذه الحياة، ومنها: من أنا؟ ما مصدر وجودي؟ ما هدفه؟ ما مصيري؟ ما مصدر الكون؟ وما الهدف من وجوده؟ أي نظام ينبغي أن يسود العالم؟ ما مصدره؟ أي علاقات ينبغي أن تقوم بين الناس؟ من ينظمها؟...

تواجه الإنسان، في هذه الحياة الدنيا، أسئلة كثيرة ومتنوعة، وتشمل في كثير من الأحيان مختلف شؤون هذه الحياة، ومنها: من أنا؟ ما مصدر وجودي؟ ما هدفه؟ ما مصيري؟ ما مصدر الكون؟ وما الهدف من وجوده؟ أي نظام ينبغي أن يسود العالم؟ ما مصدره؟ أي علاقات ينبغي أن تقوم بين الناس؟ من ينظمها؟ الخ...
والسؤال الأساس الذي يرتسم أمام الإنسان الباحث عن إجابات لهذه الأسئلة هو: أين يجد هذه الإجابات؟ هل يعود إلى الدين ليعرف الإجابة عن كل سؤال يطرحه مسار الحياة عليه، أو أن للدين حدوداً معينة تحصر القضايا التي يمكن أن يجيب عن أسئلتها؟

وبعبارة أخرى: ماذا يتوقع الإنسان من الدين؟ هل يتوقع أن يتوقع له معرفة شاملة أو أن يقدم له معرفة محصورة في حدود معينة هي: هدف الخلق والحياة وسرهما ومعنى وجودهما فحسب؟ وهل تصدر هذه المعرفة عن رؤية فلسفية كونية شاملة أو عن رؤية جزئية محدودة؟

كثيرة هي الأسئلة كما يبدو، وكثيرة هي الأجوبة أيضاً، وتتنوع مصادرها فلعلماء علم النفس وعلم الاجتماع والمفكرين والفلاسفة الخ... رؤاهم ومناهجهم واتجاهاتهم، كما أن للدين رؤيته المنتجة إجابات عن الأسئلة والمثيرة، من ثم، نقاشاً للآخر وحواراً معه وردوداً على كل ما يذهب إليه في نظرياته وآرائه.

يتضمن هذا الكتاب: "الدين بين الحدود والتوقع"، للباحث عبد الله نصري، الأسئلة الكثيرة التي يثيرها موضوع حدود الدين وتوقعات الإنسان منه والتي أشرنا إلى بعض منها قبل قليل، والإجابات المتنوعة عنها، ورؤية الدين الإسلامي إلى الموضوع من مختلف جوانبه، والمتمثلة بشمول الدين وكماله وخلوده وخصائص الدين الخالد وخاتمية الدين الإسلامي..

وقد اتخذ بيان هذه الرؤية غير شكل، فتنوع بين العرض والنقاش والحوار والرد وتقديم الإجابة الواضحة الوافية عن كل سؤال يثار في هذا المجال.

يتألف الكتاب من ثلاثة أقسام يثير أولها أسئلة عن حدود الدين وتوقعات الإنسان منه، ويعرض إجابات كثيرة ومتنوعة بتنوع انتماء العلماء ومناهجهم واتجاهاتهم. ويحاول التوفيق بين منهجين: داخلي وخارجي، ويبحث ثانيهما في شمول الدين، ما يفضي إلى البحث في الهدف من بعث الأنبياء وتكامل الإنسان، ويبحث ثالثها في النظريات الرائية إلى توقعات الإنسان من الدين، ومنها نظريات المفكرين: العلامة الطباطبائي، والشهيد مطهرين والشهيد محمد باقر الصدر والأساتذة بازركان وسروش وشبستري، فيعرضها ويناقشها ويبين وجهة نظره إليها، ويبحث رابعها في قضية حضور الدين في حياة الإنسان، ومن المسائل التي يتناولها: صلة الدين بالرؤية الكونية، رؤية الدين إلى الإنسان، حضور الدين في المجال السياسي...