عن دور علماء الشيعة في مواجهات الاستعمار يكتب "سليم الحسني" عن مرحلة بالغة الحساسية في تاريخ المسلمين لا سيما في العراق وإيران ويحددها بالفترة الممتدة من "ثورة التنباك في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وحتى ثورة العشرين في أخر العقد الثاني من القرن العشرين". بين هاتين...
عن دور علماء الشيعة في مواجهات الاستعمار يكتب "سليم الحسني" عن مرحلة بالغة الحساسية في تاريخ المسلمين لا سيما في العراق وإيران ويحددها بالفترة الممتدة من "ثورة التنباك في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وحتى ثورة العشرين في أخر العقد الثاني من القرن العشرين". بين هاتين الثورتين تدور موضوعات الكتاب وتسلط الضوء على قضية الحركة الدستورية في إيران والتي اعتبرها كثيرون مخاضاً غيَر وجه الحياة الإيرانية عموماً، أما ثورة العشرين في العراق فليس بخافٍ ما تركته منعطفاتها على مستقبل الشعب العراقي برَمته. ولأنه ثمة الكثير من المواقف والرؤى والتحليلات حول أدوار علماء الدين في الحياة السياسية والنضالية، ولأنه هناك الكثير من البخس لبعضهم على الأقل. تأتي محاولة الكاتب سليم الحسني لاكتشاف أوالية التحولات التي عصفت بإيران وبلاد الرافدين في تلك الفترة –ذات أهمية- من هنا أمعن الكاتب بتسليط الضوء على الحركة الدستورية فدرسها بعواملها ومؤثراتها، وبخاصة ما دار حول شخصية علمائية كبيرة هي شخصية السيد كاظم اليزدي، وليطلَ أكثر على ثورة العشرين في رؤية أكثر وضوحاً. كل ذلك يأتي بهدف إبراز الموقف الشيعي من الظاهرة الاستعمارية، وهو الموقف الذي أخذ أنماطاً عديدة من المواجهة والعقل التاريخي؛ لكنها تتجمع في هدف واحد هو مواجهة الهجمة الاستعمارية...