يتناول الدكتور "جهانبخش الثواقب" عضو الهيئة العلمية لجامعة شيراز في كتابه هذا، سيرورة المواجهة المسيحية والغربية تجاه الإسلام من منطلق تاريخي، مستعرضاً بعضاً من الخطط والمشاريع، كاشفاً عن الإجراءات السياسية – العسكرية والثقافية للغرب الأوروبي وزعماء الكنيسة الذين جهدوا للوقوف ضد امتداد واتساع رقعة ونفوذ الإسلام كدين حضارة وإبداع، فحصلت المواجهة. لأجل ذلك جاء هذا الكتاب ليبحث في مجال من مجالات هذه المواجهة، وهو المجال الثقافي.
يقسم الكاتب دراسته التاريخية هذه إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول جاء بعنوان: صراع المسيحية ضد الإسلام في القرون الوسطى. ويبدأ منذ ظهور الإسلام في القرن السابع حتى أواخر القرن الخامس عشر للميلاد، نقرأها في خمسة عصور متزامنة: 1- عصر النبوة: العقد الأول في المدينة (1-11هـ) تمثل بالمواجهة بين مشركو مكة ويهود المدينة ضد الإسلام. 2- عصر الخلافة الراشدة (11-40هـ) أي عصر الفتوحات واتساع رقعة الإسلام. 3- العصر الأموي (41-132هـ) أصبحت الشام عاصمة الدولة الأموية. 4- العصر العباسي (132-657هـ) – الحروب الصليبية – المغول – والقضاء على الدولة العباسية. 5- العصر الخامس: سقوط الخلافة العباسية في القرن السابع وحتى ظهور السلالة الصفوية في القرن العاشر، أي عصر انتهاء القرون الوسطى ودخول العالم الغربي تلك الحداثة.

أما القسم الثاني فجاء بعنوان: ما بعد عصر النهضة، الإسلام والاستعمار الغربي. ويبدأ مع ظهور الثورة الصناعية في الغرب وبروز معالم السيطرة على العالم الإسلامي بهدف الاستيلاء على ثرواته، وتحويله إلى منتج للمواد الأولية أولاً وسوقاً لتصريف الإنتاج والاستهلاك ثانياً. كذلك يركز الكتاب في هذا القسم على ما شاب القرآن الكريم من ترجمات مغرضة من خلال المبشرون ونزعات الترويح الغربية ووقوف علماء الشيعة وردود فعلهم إزاء المبشرين، وكيف أن الغرب عادى الإسلام باسم الاستشراق، ومؤامرة الآيات الشيطانية وما جرى من تداول حولها، ودور الكنيسة في تفتيت الوحدة الإسلامية، ومفهوم القومية إلى آخر ذلك من عناوين هامة وتحليلات معرفية تاريخية ونقدية موضوعية تسلط الأضواء على تلك الحقبة التاريخية الهامة والتي لا تزال مفاعيلها حاضرة إلى يومنا هذا.

أما القسم الثالث والأخير فيأتي بعنوان: الرؤية الجديدة للإسلام، يسلط الأضواء على قراءة جديدة للإسلام من قبل علماء الغرب ومفكريه وتصريحات هامة أدلوا بها، كذلك يبحث الكتاب في قضية إحراق مكتبة الإسكندرية، ونقداً لقصة بحيرا ويقدم نقداً هاماً لرواية الغرانيق.

"المواجهة بين الغرب والإسلام" دراسة تاريخية – نقدية تكشف الحقائق وتوقد الفكر، جديرة بالاطلاع.