أمضى النبي صلى الله عليه وسلم عمره المبارك في ترسيخ عقائد الإسلام، وأسسه وأركانه في ضمير أمته، ومن غير المعقول بل من غير المنطقي أن لا يفكر النبي صلى الله عليه وسلم بمستقبل دعوته ورسالته وأمته وهو الذي ما ترك المدينة المنورة في غزوة أو سفر إلا وعيّن عليها ولياً يدير شؤونها...

أمضى النبي صلى الله عليه وسلم عمره المبارك في ترسيخ عقائد الإسلام، وأسسه وأركانه في ضمير أمته، ومن غير المعقول بل من غير المنطقي أن لا يفكر النبي صلى الله عليه وسلم بمستقبل دعوته ورسالته وأمته وهو الذي ما ترك المدينة المنورة في غزوة أو سفر إلا وعيّن عليها ولياً يدير شؤونها ويحرسها من مؤامرات المنافقين.
والحقيقة الكبرى هي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترك مناسبة إلا وأشار فيها إلى أهمية الإمامة، وأنها كالنبوة عهد الهي، وقد تجلى ذلك كلّه في أوسع إعلان شعبي في غدير خم وكانت للظروف التاريخية والجغرافية تشكل أبعاداً إضافية في إبراز أهمية الإعلان الذي وقع بأمر إلهي.

وإذا كان الأمر بهذه الأهمية فهل يهمل الإشارة غليه في كتاب الله سبحانه؟! من هنا جاء الجهد لتحقيقي في هذه الدراسة التي تكشف عن موقف القرآن الكريم ودلالة آياته في واقعة غدير خم التي صرح فيها النبي صلى الله عليه وسلم بإمامة وخلافة وولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.

والكتاب الذي بين يديك يدور في فلك الآيات الكريمة "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس"، اليوم أكملت لكم دينكم وتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً" و "إذا قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء"، "سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج".