يبحث هذا الكتيب في قضية الانتظار، انطلاقاً من الفهم القائل: للانتظار علاقة عضوية وشيجة بالحركة، فهي من نتائجه وهو من عواصمها، ويتفرع البحث إلى مسائل أهمها: الانتظار في المدارس الفكرية غير الدينية، وعند المسلمين السنة، وعند الشيعة الأمامية مفهوم الانتظار وقيمته الحضارية،...

يبحث هذا الكتيب في قضية الانتظار، انطلاقاً من الفهم القائل: للانتظار علاقة عضوية وشيجة بالحركة، فهي من نتائجه وهو من عواصمها، ويتفرع البحث إلى مسائل أهمها: الانتظار في المدارس الفكرية غير الدينية، وعند المسلمين السنة، وعند الشيعة الأمامية مفهوم الانتظار وقيمته الحضارية، آلية التغيير وأسباب تأخر الفرج دون السنن الإلهية في الثورة، جيل الموطئين في النصوص الإسلامية، جيل الأنصار في الروايات الإسلامية، واجبات مرحلة الانتظار ومسؤولياتها: الانتظار الموجه ومفهومه يصحح مفهوم الانتظار السائد عند بعض الناس.
ويصل البحث إلى طرح السؤال الآتي: من ينتظر الآخر، نحن أم الإمام(ع)، ويجيب: إن الإمام هو الذي ينتظر حركتنا ومقاومتنا وجهادنا وليس العكس، وهذا ما يعطي الانتظار القيمة الكبرى التي نتبينها في ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "أفضل أعمال أمتي الانتظار".

ويتحدث البحث، من هذا المنظور عن علاقة الحركة بالانتظار ويرى أن القرآن الكريم يولي التكليف بالحركة اهتماماً كبيراُ، ويوجه المسلمين نحو تغيير الواقع وإحلال التوحيد محل الشرك وإزالة العوائق من طريق الدعوة، وهذا يقتضي أن يحصن الإنسان نفسه بوسائل تمنعه من السقوط، ويوضح البحث هذه الوسائل، ويقول أنها: الاستعانة بالصبر والصلاة والآلاء، والميراث والانتظار والأمل. وهكذا يبين البحث وبلغة سهلة وبمنهج موضوعي واضح أن الانتظار هو من أهم أعمدة حركة التوحيد في مسيرها الطويل والشاق.