من خلال تلك المقاربة يمكن استشفاف طرح الكاتبة أوللا بيركيفيج الذي نحن بصدده. فبقدر ما يشهده العالم من صخب وتشويش في معتقداته الدينية، بقدر ما يقف العقل عاجزاً عن تصديق الادّعاء الذي ينسب حركات العنف المتشحة بمسحة دينية إلى الدين. وسواء أكنت مع الكاتبة ومع طروحاتها في...
من خلال تلك المقاربة يمكن استشفاف طرح الكاتبة أوللا بيركيفيج الذي نحن بصدده. فبقدر ما يشهده العالم من صخب وتشويش في معتقداته الدينية، بقدر ما يقف العقل عاجزاً عن تصديق الادّعاء الذي ينسب حركات العنف المتشحة بمسحة دينية إلى الدين. وسواء أكنت مع الكاتبة ومع طروحاتها في الأصولية الدينية إلا أنك لن تكون بخلاف معها عند طرحها لمسألة حتمية الحركات الأصولية في الديانات السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام. إلا أن للكاتبة رؤية هي محل تأمل وهو نزوع البشر إلى التطرف في فترات الأزمات. وعند المضي في قراءة فكر أوللا بيركيفيج يصبح القارئ على مقربة أكثر من فهم الكثير من الأزمات التي يمر بها عالمنا اليوم، والذي يقترب أكثر من حالات الجنون وذلك لعجزه عن تصديق همجية بشر القرن الواحد والعشرون الذي يماثل بهمجية همجية إنسان العصر الحجري المحتكم فيها في قوانينه إلى قانون شريعة الغاب.