"رقد الحبر وقتاً طويلاً فاقد الوعي على الأرضية الحجرية، وعندما استعاد وعيه بدء تدريجياً يتعرف على ملامح الزنزانة التي ألقي به فيها... في أحد الأركان قبع كائن ما، زحف أنان بن داوود تجاهه، ثم تعرف على الإمام أبو حنيفة، فزحف عائداً، وقعد في ركن يواجه رأسياً ركن المسلم. لاذ...
"رقد الحبر وقتاً طويلاً فاقد الوعي على الأرضية الحجرية، وعندما استعاد وعيه بدء تدريجياً يتعرف على ملامح الزنزانة التي ألقي به فيها... في أحد الأركان قبع كائن ما، زحف أنان بن داوود تجاهه، ثم تعرف على الإمام أبو حنيفة، فزحف عائداً، وقعد في ركن يواجه رأسياً ركن المسلم. لاذ الفقهيان بالصمت، كل يعتقد أن الآخر مخطئ، ليس في حق الخليفة المنصور-الذي عامل كليهما أبشع معاملة-بل فيما يتعلق بالحقيقة السرمدية. كان السجان الهرم قد ادعى أنه من الصابئة حتى يتركه الفقيهان في هدوء، لكنه في الحقيقة كان يتعبد إلى صنم أعور علاه الصدأ...".