-
/ عربي / USD
شغلت مسالة الروح العلماء والفلاسفة والمتكلمين ردحاً من الزمن، ولا تزال تشغلهم، وهم يحاولون كشف اللثام عن هذا السر اللطيف -الروح- لكنهم يقفون دون تحقيق، فالروح سر إلهي اختصر به المولى العلي القدير. وقد انشطر الناس طوائف عدة في فهم الروح، فمنهم من شطح بخياله، وتأتى بفكرة عن جادة الصواب، فتقول بما لا يدري، وحرف بما لا يعرف، ومنهم من وقف عند ميزان الشرع، وقال: إن الروح عين قائمة بنفسها تفارق البدن، وتنعم وتعذب ليست هي البدن وغلا جزءاً من أجزائه.
ويبرز ابن القيم في هذا الكتاب علماً شامخاً، يتحدث في مسألة الروح: فيذكر الخلاف بين السلف والخلف، وإن الروح في القرآن على عدة أوجه: الوحي، والقوة، والثبات، والنصرة التي يؤيد بها من شاء من عباد المؤمنين، وجبريل، والروح التي سأل عنها اليهود فأجابوا بأنها من أمر الله، والمسيح عيسى بن مريم.
أما أرواح بني آدم فلم تقع تسميتها في القرآن إلا بالنفس. وذكر ابن القيم أيضاً أقوال العلماء في الروح، وبين خطأ الكثير منهم، ودل على الصواب، وبحث في حقيقة الروح وكنهها، وأراد من كتابه أيضاً أن يتحدث عن آثار الروح وما يتعلق بها، فقسم كتاباً أبواباً وفصولاً، وعرض أدلة الخصوم ورد عليها، فأتى بالحسن على أكمل وجه.
ولأهمية هذا الكتاب اعتنى يوسف علي بديوي بتحقيق نصه وعزو آلياته إلى سورها في القرآن وتخريج أحاديثه النبوية من وظائها، كما اعتنى بضبط نصه لا سيما ما يشكل من الألفاظ، وبتقديم ترجمة لطائفة من الأعلام، وبالتعليق على بعض المواضيع.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد