في الإسلام يشكل الدين الأساسي الأخلاقي لأية دعوة، ذلك أن الإسلام جاء لصياغة نظام، وصناعة حياة على وفق تصور شرعي شمولي، ومتكامل، يغطي مناخي الحياة كافة، ويتفاعل معها وفق معطيات الواقع، لهذا تعد مسألة الكسب المادي ذات أهمية في الإسلام، فبوسع الإنسان أن يحقق الكسب المادي...
في الإسلام يشكل الدين الأساسي الأخلاقي لأية دعوة، ذلك أن الإسلام جاء لصياغة نظام، وصناعة حياة على وفق تصور شرعي شمولي، ومتكامل، يغطي مناخي الحياة كافة، ويتفاعل معها وفق معطيات الواقع، لهذا تعد مسألة الكسب المادي ذات أهمية في الإسلام، فبوسع الإنسان أن يحقق الكسب المادي الذي يبتغيه بوسائل عديدة، مشروعة، وغير مشروعة، إلا أن البعد الأخلاقي للإنسان وقيمه، يؤكد أن أي كسب مهما كان ضئيلاً لا بد من أن يكون مصدره شرعياً أولاً، سواء أكان ذلك بالجهد أو عن طريق الميراث. ألا أن الواقع يشير أن العمل يبقى هو المصدر الرئيس لهذا الكسب، فهو الأسلوب الشائع الملتصق بحياة الناس. من هنا نجد أن لفظة (العمل) واشتقاقاتها المختلفة وردت في القرآن الكريم في (359) موضعاً. تحض على العمل وعلى الكسب، كذلك الرسول (صلى الله عليه وسلم) فقد رفع العمل والكسب إلى مرتبة العمل في سبيل الله، قاصداً بذلك الجهاد، جهاد النفس، على شرط أن يكون وفقاً لأحكام الشرع، فعند ذلك يتحول إلى عبارة، فيؤجر عليه المرء. فما هي أخلاقيات العمل والمهنة في الدين الإسلامي، هذا ما تبحثه هذه الدراسة في أربعة فصول تكمل بعضها بعضاً، فتبدأ بـ: أخلاقيات السلوك الإنساني (الأصول والفروع) ثم: أخلاقيات العمل التجاري (البيوع والمعاملات)، مروراً بـ: أخلاقيات المهن المنتجة والخدمية (الصياغة – النحاسون- البناؤون- الخياطون...) ثم (مهنة التعليم – مهنة الطب وغيرها) وانتهاءً بـ: أخلاقيات العمل في الوظائف الحكومية (القضاء –الحسبة- الجباية المالية).