من عتبة العنوان "غداً يا أمنا يأتي" يُسلم نبيل حقي القارىء المفتاح لقراءة نصه، ويجعله المدخل إلى عمارته الشعرية وتجلياته الجمالية، وبطل النص هذه المرة هي (الأم) تارة، و (الوطن) تارة أخرى.هذه الثنائية العميقة بين الشاعر والنص المكتوب تحيل إلى أن نبيل حقي لا يرى نفسه إلا من خلال...
من عتبة العنوان "غداً يا أمنا يأتي" يُسلم نبيل حقي القارىء المفتاح لقراءة نصه، ويجعله المدخل إلى عمارته الشعرية وتجلياته الجمالية، وبطل النص هذه المرة هي (الأم) تارة، و (الوطن) تارة أخرى. هذه الثنائية العميقة بين الشاعر والنص المكتوب تحيل إلى أن نبيل حقي لا يرى نفسه إلا من خلال علاقته بأمه وبوطنه، ومن هنا تشكل صور النص بالنسبة للذات الشاعرة مظهراً وعلامة وجود ودلالة تتمظهر بوصفها صوراً مكتملة ونهائية في وعي الشاعر وخطابه وبما هي مؤشر على القيمة العلائقية التي تربط الإنسان / الشاعر بالأهل والوطن والإنسانية جمعاء. يقول الشاعر: "غداً يا أمنا يأتي / شعاعُ الشمس يحمله / على كفيه كالمارد / ليمسحَ دمعة طالت، / على خديك تسألهُ / عن الأيام عن ليلٍ / تعاتبه عن الموعد / غداً يأتي / ليرسم ليلنا نوراً / يصاهرُ صبحنا الأوحد / ويلعق جُرحنا الأزليَّ / يطفىء قلبنا الموقد ( ...)". بهذا النغم الحزين، يصوغ نبيل حقي نصه، له في ذلك طقوسه الخاصة، في التقاط الكلمات وتدوينها، وكأنه بهذه الآلية يحاول شفاء ذاته والآخرين بالشعر. يضم الكتاب اثنتين وأربعين قصيدة في الشعر العربي الحديث، وأخرى تنتمي لقصيدة النثر، جاءت تحت العناوين الآتية: "تراتيل على شفاه ناشفة" ، "عنترة" ، "غداً يا أمنا يأتي" ، "امرؤ القيس" ، "قراءة في دفتر الغربة" ، "أبو عبد الله الصغير" ، "وعدتنا يا فرات" ، "العزاء الأسود" ، "عتاب" ، "تشكيل" ، "حالمة" ، "تفاؤل" ، "تساؤم" ، (...) وعناوين أخرى.