"البومة العمياء" رائعة صادق هدايت والتي ترجمت إلى معظم اللغات الحية. تمثل نسجاً قصصياً ذا سمات متميزة... انسجب في أحداثها الرمز حتى غدت قطعة فنية لبومة وكأنها جوكندة ليناردو دوفنشي رؤيتها تتحدد من خلال الناظر إليها، فالبومة ربما تمثل الإنسان المقهور أو هي أمل يفرض شعاعه من...
"البومة العمياء" رائعة صادق هدايت والتي ترجمت إلى معظم اللغات الحية. تمثل نسجاً قصصياً ذا سمات متميزة... انسجب في أحداثها الرمز حتى غدت قطعة فنية لبومة وكأنها جوكندة ليناردو دوفنشي رؤيتها تتحدد من خلال الناظر إليها، فالبومة ربما تمثل الإنسان المقهور أو هي أمل يفرض شعاعه من كوّات عذابات حيايتة... أو هي الضمير الذي يقضي المضاجع أو هي خيال يستريح المتعب في خلاله كما يرتاح صادق هدايت في خلالها، وسؤال يتردد حول هذا الخيال الفلسفي المترع لصادق هدايت هل كان لتنشأته الأرستقراطيكة ورفضه لها وللأوضاع الاجتماعية والديكتاتورية السياسية التي كانت سائدة في إيران، مضافاً إليها انطوائية هدايت ووحدته التي انعكست آثارها بشكل أو بآخر في رائعته "البومة العمياء". أم أن ذلك يعود تأثره بالأدب العاملي وعلى وجه الخصوص بأدب إدكار آلن بو، وفرانس كافكا؟ أم أن هذا التأثر يعود إلى هذه العوامل مجتمعة؟ كل ذلك معقول ولكن المهم في الأمر الآن العودة إلى هذه البومة العمياء لقراءة سطورها... والجري مع صادق هدايت وراء ذاك الرمز الأبدي، المتمثل في روعة الخيال الإناني المبدع.