ترك فقهاء الأمة تراثاً فقهياً زاخراً باهراً، دوَّنوه بأسفار، فيها إسرارٌ تارةً، وتارة فيها الإسفار، بحسب تعابير أزمنتهم، وأساليب كتاباتهم، ولقد أصبح الرُّجوع إلى أغلب تلك الأمهات مما يعسر على الكثير، بل يعاني من فكِّ العبارة، حتى طلبة العلوم الدينية، واتخذ المدرسون دور...
ترك فقهاء الأمة تراثاً فقهياً زاخراً باهراً، دوَّنوه بأسفار، فيها إسرارٌ تارةً، وتارة فيها الإسفار، بحسب تعابير أزمنتهم، وأساليب كتاباتهم، ولقد أصبح الرُّجوع إلى أغلب تلك الأمهات مما يعسر على الكثير، بل يعاني من فكِّ العبارة، حتى طلبة العلوم الدينية، واتخذ المدرسون دور الموضح للعبارة، دون الإعتناء بمغاني المعاني، ولمح الومضة والإشارة، فأضحى الكل يشكو، ويعاني مع ازدياد في أعباء الناس، وعسر طلبهم لما يُطلب، ومشاغل ليس لهم عنها بدٌّ ولا مهرب. فقامت الحاجة إلى التيسير، والتسهيل، والبيان، فجاءت هذه المحاولة ليستطيع المكلف العادي - رجلاً أو امرأة - التواصل مع الأحكام، وأن يقوم عملهم بإتقان وإحكام.
كما إن أحوال الناس في تبدُّل، وظروف الحياة في تبلبل، فالحاجة، والضرورة، ومراعاة أحوال الناس، تستوجب إعادة النظر ببعض القناعات التي هي في الأساس فقهية إستنباطية، وتعدُّ آراء لأصحابها لا لصاحب الشرع، فجاز فيها معاودة النظر بسبب أمر قد يستجدُّ، فجاءت الآراء الجديدة في موضوع الزَّكاة ممَّا يلتئم مع ما يجري في الحياة، فوضع المؤلف مقولة: (من لم يكن عالماً بأحوال زمانه؛ فهو جاهل) موضع التطبيق.