تنطلق العلمانية (secularism) من مضطرب تحديدها القاصر، وتصورها الخاطئ لمواقع العلم والدين، أو (العقل) و(الوحي)، ومن ثم تمارس أخطاء وانحرفات خطيرة في شتى مساحات عملها ونشاطها: تجاه (الإنسان) ومعالجة وجوده، تجاه (مصيره) وصياغة هذا المصير بما ينسجم وجوده، تجاه (حركته) من أجل تنظيم...
تنطلق العلمانية (secularism) من مضطرب تحديدها القاصر، وتصورها الخاطئ لمواقع العلم والدين، أو (العقل) و(الوحي)، ومن ثم تمارس أخطاء وانحرفات خطيرة في شتى مساحات عملها ونشاطها: تجاه (الإنسان) ومعالجة وجوده، تجاه (مصيره) وصياغة هذا المصير بما ينسجم وجوده، تجاه (حركته) من أجل تنظيم حياته وجوداً ومصيراً.
وكان لا بد من عقاب قاس، ينزل بحضارة اعتمدت علمانية مارست أخطاء خطيرة كهذه.. وقد كان.. إذ تبدو الحضارة المعاصرة وكأنها تعاني من أمراض مزمنة تجتاح أقطاره، وتنفي الأصحاء بعيداً عن مستشفاها الكبير الذي يعج بمرض العقول والأعصاب و الأجساد والأرواح.
وقد تم استنطاق بعض أولئك، وهم يعلنون تحذيرهم، ويصيبون نقمهم قبل أن يستحيل العالم كله إلى مستشفى، وبنو آدم كلهم إلى مرضى.. وقبل أن يستشري الوباء ويكتسح عالمنا الصغير كله..
أرنولد توينبي، كونستانتان جيو روجيو، كولن ولسون، همنغواي، آرثر كوستلر.. وليوبولد فايس… وغيرهم من كبار مفكري الغرب وفلاسفته وأدبائه… يدلون بشهادتهم في هذا الكتاب ذي الفصول السبعة التي تعالج واحدة من أكثر القضايا خطورة في واقعنا المعاصر.