لا تزال حركة الأدب الإسلامي بحاجة ملّحة إلى المزيد من التخطيط والتنظير، كي لا تمضي على غير هدى، فتتكدّس وتتضخم معطياتها في جانب، وتتضّحل وتشح في جانب آخر.إن التخطيط ورسم الأهداف البعيدة يمنح هذه الحركة توازنها المطلوب بين الدراسة والإبداع، وكذلك، بين الحلقات الأساسية لكل...
لا تزال حركة الأدب الإسلامي بحاجة ملّحة إلى المزيد من التخطيط والتنظير، كي لا تمضي على غير هدى، فتتكدّس وتتضخم معطياتها في جانب، وتتضّحل وتشح في جانب آخر. إن التخطيط ورسم الأهداف البعيدة يمنح هذه الحركة توازنها المطلوب بين الدراسة والإبداع، وكذلك، بين الحلقات الأساسية لكل من هاتين الفعاليتين، كما أنه يرشّد مسيرتها التي تزداد - بمرور الوقت - تجذّراً وإنتشاراً.
والتنظير يضع التأسيسات الضرورية للأدب الإسلامي المعاصر، ويعمّق ملامحه من أجل أن يزداد تميزاً عن المذاهب الأخرى، ويتحقق أكثر فأكثر بشخصيته المستقلة.
والكتاب الذي بين يدي القارئ يمثل - كما هو واضح من عنوانه المستمد من بحث بالإسم نفسه - محاولة أخرى لإغناء السياقين المذكورين بالضوابط والموجّهات والمعايير، فهو يتضمن جملة دراسات ومقالات في الخطيط والتنظير، فضلاً عن تعريفه بعدد من الإصدارات التي تغذي مكتبة الأدب الإسلامي المعاصر في مجال الدراسة، والجمالية، والنقد، وتاريخ الأدب، والفهرسة.
هذا إلى عدد من الدراسات تتابع إحداها ظاهرة "اللون" في كتاب الله، وتحلّل اثنتان منها الظاهرة الأدبية في مواجهتها للنظم الشمولية متمثلة بالتجربة الشيوعية البائدة، وتمضي دراسة رابعة لكي تنفّذ قراءة نقدية لمعطيات "القرضاوي" الأديب الشاعر بمناسبة بلوغه السبعين.
فلعل في الكتاب ما يسدّ حاجة ما في التأصيل الإسلامي للنشاط الأدبي، ويغري الأدباء بالمزيد من العطاء، وفق سلّم للأولويات يعرف كيف يقدم الأكثر أهمية، على المهم، على الأقل أهمية، من أجل تحقيق التوازن الذي نطمح إليه جميعاً في مسيرة الأدب الإسلامي، وتمكينه من تنفيذ وتائر أعلى من الفاعلية والتأثير والعطاء.