هذه هي الطبعة الثانية من كتاب "رجال الفكر والدعوة في الإسلام" التي تمّ الاعتناء فيها بالمراجعة الدقيقة، وضبط النصوص والتعليقات وتخريج الأحاديث، وإيراد النصوص التي أرادها العلاّمة المؤلف أبو الحسن الندوي كاملة غير منقوصة، والغاية دفع القراء للقراءة والتعمق والاستفادة من زاد الفكر، وخلاصة الدراسات الإسلامية، وذلك من خلال سير الصالحين، والعلماء العاملين، الذين تحدث عنهم هذا الكتاب لتكون سيرتهم مصابيح الطريق لمن ابتغى الرقي، وفتش عن القدوة الحسنة، ليحتذي بها، ويجعلها نصب عينيه، فهي المثال الرائع والنموذج الصالح، من أجل تعزيز بناء المجتمع الإسلامي، وتشييد الصرح القويم لكل متطلبات تقدمه في مختلف ميادين الحياة.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤلف هذا الكتاب العلامة أبو الحسن الندوي هو واحد من أعلام الحركة الإسلامية التي كانت منتشرة في زمانه على مختلف البقع الإسلامية والتي كانت ترمي الرجوع للإسلام كشريعة تنظم شؤون الحياة، وتقيم الموازين القسط بين الناس، وتحقق للمسلمين تحرير ديارهم من الاستعمار، وتحرير عقولهم من الجهالة والخرافة، وتحرير مجتمعهم من الظلم والفقر والفوضى. وترى هذه الحركة بأن الإسلام، في ينابيعه الصافية وتراثه السليم في عهد السلف الصالح زعيم بتحقيق هذه الأهداف في أتم وجه وأكمله، كما أنه هو الطريق الذي لا بد منه لنهوض العالم الإسلامي من كبوته وسباته.

من هذا المنطلق ومن أجل هذه الغاية كان هذا الكتاب الذي هدف المؤلف من خلاله صياغة آراء رجال الفكر وإبراز أعماله وسرد سير حياتهم ليكونوا في ذلك القدوة التي يبحث عنها كل مسلم متطلع إلى مستقبل للمسلمين أفضل وأرقى. بالإضافة إلى ذلك فإن المؤلف قدم للقارئ من خلال تقديمه لسير رجال الفكر والدعوة، فكره وآراءه الإصلاحية التي ما زال صداها قائما في عالم الفكر الإسلامي بصورة خاصة وفي عالم الفكر بصورة عامة إلى يومنا هذا.