جاء الإسلام العظيم بجملة من الآداب الإجتماعية كان فيها فريداً متميزاً - مثل تميزه وإنفراده في كل ما جاء به من عقائد وأحكام - ومنبع هذا التفرد والتميز هو أنها منزلة من لدن الله العليم الحكيم، العليم بما يصلح لعباده، الحكيم في تشريع ما يرتقي بهم إلى ما فيه خير دينهم...
جاء الإسلام العظيم بجملة من الآداب الإجتماعية كان فيها فريداً متميزاً - مثل تميزه وإنفراده في كل ما جاء به من عقائد وأحكام - ومنبع هذا التفرد والتميز هو أنها منزلة من لدن الله العليم الحكيم، العليم بما يصلح لعباده، الحكيم في تشريع ما يرتقي بهم إلى ما فيه خير دينهم ودنياهم. وهذه الآداب الإجتماعية الواردة في كتاب الله تعالى وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي نسيج واحد ملتئم متماسك، لا يمكن الأخذ بطرف منه وترك سائره، بل لا بد من التحلي به جملة وتفصيلاً حتى يسود المجتمع ويرتقي في سلم المجد والعز.
ومن الآداب الإجتماعية المؤثرة في المجتمع وإحكام أمره، وسلاسة سيره، وحسن إرتباط أفراده بعضهم ببعض (أدب الوفاء بالمواعيد المضروبة)، وعدم التخلف عنها إلا بعذر قاهر صحيح مقبول، حتى يطمئن الناس بعضهم إلى بعض، ويثق بعضهم بوعد البعض الآخر وكلامه، وميثاقه وعهده، وإلتزامه الذي التزمه، والوعد المضروب الذي إرتضاه وقَبِله.
وقد وجد الناس كافة - إلا القليل - لا يقيمون لهذا الأمر وزنه الذي ينبغي له، ويفرطون فيه تفريطاً بيناً ويقصرون فيه كل التقصير، لذلك كتب المؤلف هذه الرسالة حيث أمزجها بتجربة عشرين سنة كاملة، بل قد تزيد قضاها في معاناة هذا الأمر وتجرع غصصه، ومحاولة علاجه.
كما مزج هذه التجربة بقصص شاهدها ووقع له أو قُصَّت عليه أو انتزعها من بطون الكتب...