هيَّأ الله تعالى الشريعة السمحاء رجالاً يحملونها، ويقومون عليها بالحفظ، والعناية، والتبليغ منذ زمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة، فكان صحابة رسول الله، والتابعون هم خير من حمل هذه الرسالة بعد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.ثم بعد ذلك أنجبت الأمة العديد...
هيَّأ الله تعالى الشريعة السمحاء رجالاً يحملونها، ويقومون عليها بالحفظ، والعناية، والتبليغ منذ زمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة، فكان صحابة رسول الله، والتابعون هم خير من حمل هذه الرسالة بعد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. ثم بعد ذلك أنجبت الأمة العديد من العلماء في شتَّى فنون المعرفة وأخصُّ منها الفقه الإسلامي، وهو موضوع هذا البحث، إلا أنَّ الأمة الإسلامية قد اعتمدت - ومنذ فترة طويلة - على فقه بعض المذاهب، وخاصةً فقهاء المذاهب الأربعة، وكان من أهمِّ أسباب ذلك: أنَّ فقه هؤلاء قد تمَّ جمعه، وتدوينه؛ إما بواسطة إمام المذهب، أو تلامذته.
ومع ذلك فإنَّ في الأمة الإسلامية من الفقهاء الأجلاء لا يقلُّون منزلة عن أولئك، وخاصة فقهاء الصدر الأول، بل إنَّ فقهاء المذاهب قد أخذوا علمهم عن أولئك المجتهدين، ورغبة في تسهيل الإستفادة من آرائهم، وعلومهم، ومن باب البرِّ بأولئك الرجال الذين خدموا الفقه الإسلامي بصورة خاصَّة، والشريعة الإسلامية بصورة عامة.
جاءت هذه الدراسة لفقه علمٍ من أعلام التابعين، وهو الإمام عطاء أحد فقهاء مكَّة المكرَّمة المشهورين الذين لم يحظ بدراسة متخصصة، لذلك ركز المؤلف نجم العيساوي على حياته الشخصية، وأبرز مكانته العلمية، وجمع فقهه، وبين منهجه فيه.
وقد شرع في دراسة فقه هذا الإمام دراسةً موسعة، قامت خطتها، وتقسمت إلى مقدمة، ومدخل، وقسمين، وخاتمة، تناول في المدخل التعريف بالإمام العطاء المكي، وضمّن القسم الأول المنهج الفقهي للإمام عطاء مع مسائل مقارنة مختارة من فقهه.
وضمّنْ القسم الثاني آراء عطاء الفقهية، وقام بضمِّ المسائل الفقهية إلى نظائرها، وأفرد كلَّ مجموعة منها في باب مستقل، متضمن هذا القسم الأبواب الثلاثة الآتية: الباب الأول: بعض الأحكام المتعلقة بالعبادات، الباب الثاني: أحكام تتعلق بفقه الأسرة، الباب الثالث: أحكام تتعلق بالمعاملات، وأما الخاتمة: فقد ذكر فيها أهم نتائج البحث.