-
/ عربي / USD
إن موضوع فقه التمكين في القرآن الكريم هو من الأهمية بمكان لخطورته وضرورته في حياة الأمة الإسلامية اليوم؛ حيث أنها تمرّ بفترة عصيبة من تاريخها، فهي في أشدّ الحاجة لفهم فقه التمكين حتى ترسم أهدافها، وتسعى لتحقيق آمالها وفق سنن الله تعالى الجارية في الشعوب والأمم والمجتمعات والدول، هذا وإن الدارس لكتاب الله عزّ وجلّ يلحظ أن أصول فقه التمكين واضحة المعالم فيه، وما على الباحث إلا ان يجمعها ويرتبها ويحللها، ويبين أثرها في حياة الأمة عندما حرصت على تطبيقه في شؤون حياتها كافة، وماذا أصابها عندما ابتعدت عن كتاب ربها وسنن نبيّها صلى الله عليه وسلم.
إن أصول الأمة الإسلامية في هذا الزمان إلى التمكين ليس بالأمر السهل، ولكنه كذلك ليس بالأمر المستحيل، وهذا يؤكد أن الأمة الإسلامية بحاجة بل بأمسّ الحاجة إلى من يرد إليها ثقتها بربها، ومنهجها... موقظاً الإيمان في قلبها ويرشدها للأخذ بأسباب التمكين وشروطه، ويبين لها طبيعة الطريق، وكيفية السير فيه، ويوضح لها المعالم لتعرف كيف تعمل؟ وإلى أن تسير؟... إن الأمة الإسلامية هي في أشدّ الحاجة إلى فهم فقه التمكين والعمل به.
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب الذي جدّ فيه المؤلف في خوض غمار هذا الموضوع، حيث رأى أن مادة فقه التمكين من أهم الأبحاث والأطروحات التي يجب أن يهتم بها الباحثون، لتأتي هذه الدراسة الذي يعالج من خلالها هذا الموضوع باحثاً فيه، وذلك بهدف أن يسهم بحثه هذا في إضاءة شمعة في طريق الامة في سيرها إلى القوة والمجد والتمكين.
مشيراً إلى مجموعة إلى الآيات الواردة في كلّ من السور التالية: 1-سورة يوسف [الآية / 21، الآية 56]، 2-سورة الأنفال [الآية / 61]، 3-سورة النور [الآية / 55]، 3-سورة الحج [الآية / 41]، 4-سورة ص [الآية / 35، 39]، 5-سورة الكهف [الآية / 95]، 6-سورة المائدة [الآية / 54].
وقد قام الباحث بدراسة الآيات السابقة من خلال أقوال المفسرين والعلماء والفقهاء، للإسترشاد في معالجة واقع المسلمين المعاصر حتى يتضح شيء من معالم فقه التمكين الذي حاجة المسلمين ملحّة إليه، مستشهداً بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم على التطبيقات العملية لفقه التمكين، مع الحرص على دراسة السيرة النبوية دراسة متأنية مع التأمل، بالإضافة إلى دراسة سيرة الخلفاء الراشدين، حيث يعتبر عصرهم مدرسة مهمة في تطبيق هذا الفقه، متعرضاً للحركات الإسلامية التي كان لها أثرها الفاعل في القرنين الماضيين والتي تركت معالم نيرة في فقه التمكين، والتي توارثتها الحركات الإسلامية المعاصرة، في محاولة لإبراز فقه التمكين عندها، وبيان مناهج الإصلاح والتغيير التي انتهجتها في سعيها لتمكين الإسلام في هذا الزمان.
أما منهج الباحث في دراسته هذه فقد جاء على النحو التالي: 1-الرجوع إلى المصادر الأصلية في البحث قدر الإمكان، 2-الحرص على إلتزام الأمانة العلمية في عزو الأقوال إلى قائليها، وبذل الجهد في نقل قول كل قائل من مصدرة قدر المستطاع، 3-الحرص على تدعيم البحث بالنصوص الشرعية من الكتاب والسنّة، ونصوص العلماء، 4-بيان موضع الآيات القرآنية ثم تخريج الأحاديث النبوية الواردة في ثنايا البحث وتخريج الأبيات الشعرية من دواوين قائليها، 5-الترجمة للأعلام الواردة أسماءهم، ثم شرح المصطلحات والكلمات التربية وإغناء البحث بفهارس علمية تسهل الإستفادة من البحث بيسر وسهولة، وإلى ذلك فقد ترتيب الكتاب على النحو التالي: ثلاثة أبواب، وفصول.
أما المواضيع والمحاور التي اشتملت عليها فهي: بين الباحث في الباب الأول أنواع التمكين في القرآن الكريم (تبليغ الرسالة وأداء الأمانة، هلاك الكافرين ونجاة المؤمنين ونصرهم في المعارك، المشاركة في الحكم، إقامة الدولة)، الباب الثاني: شروط التمكين (شروط التمكين، أسبابه)، الباب الرابع: مراحل التمكين وأهدافه (مراحل التمكين، أهدافه
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد