"الماسورون" عمل مسرحي يطرح إشكالية الصراع القائم في عالم اليوم ما بين المتناقضات، الخير والشر، النور والظلام، الماضي والحاضر، الجيل القديم والجيل الجديد.تقدم هذه المسرحية على الصراع النفسي بين نماذج بشرية متعددة ومتنوعة ومتناقضة في تجاربها.. وهو صراع ذو أبعاد فكرية وروحية...
"الماسورون" عمل مسرحي يطرح إشكالية الصراع القائم في عالم اليوم ما بين المتناقضات، الخير والشر، النور والظلام، الماضي والحاضر، الجيل القديم والجيل الجديد.
تقدم هذه المسرحية على الصراع النفسي بين نماذج بشرية متعددة ومتنوعة ومتناقضة في تجاربها.. وهو صراع ذو أبعاد فكرية وروحية ووجدانية والحوار بين هذه النماذج يقوم على مقولة الكفر والإيمان ويعتبره الكاتب صورة للعالم الجديد الذي نعيش فيه بكل إرهاصاته وأبعاده المختلفة...
إذاً تحاول هذه المسرحية معالجة أهم مشاكل العصر وتطرح سؤالاً هاماً هل يستطيع الإنسان، البعيد إلى الله، ونبذ المعطيات الخاطئة التي ألزمنا بها ضلال القرن العشرين؟ وكما أن الكفر يقدم نفسه على مستويات شتى. فكذلك الإيمان.. درجات بعضها فوق بعض.. فبينما يفشل منطق الجيل القديم في تحقيق هدفه، يبرز إلى الوجود مؤمنون أدركوا أغوار المأساة ولديهم من عمق التجربة، وحيوية المنطق. ما يستطيعون معه أن يعيدوا الهاربين، المعذبين، إلى الله...
لقد جعل الراوي من شخصية "إبراهيم" في المسرحية وصديقه المقتول، خلفية لحياتنا الراهنة. إن الإنسان المؤمن في كلتا حالتيه، النزول من عليائه لهذي الناس، أو التمرد على الضلال والتوجه صوب الحق، يجد نفسه مطارداً من قبل القوى البوليسية، التي تتحكم –الآن- بمصير الإنسان، وتسعى إلى تحطيم كل محاولات الإنقاذ عن طريق قتل روادها.. لقد اختار ابراهيم وصديقه أن يرحلا، صعوداً ونزولاً، من أجل خلاص العالم، وإبعاده عن مواطن العفن والفساد.. إلا أن أحدهما أعدم والآخر ضرب بالرصاص...
ما يريد أن يقوله الكاتب إن هذه الفوضى السائدة في عالم اليوم والمؤدية إلى تمزق الإنسان ودماره، لا يمكن أن تبقى إلى ما لا نهاية.. لإن هناك دائماً نداء علوياً ينبثق في نفوس الناس، في لحظات وعيهم العميق فيرفعهم بقوة الإيمان إلى فوق، ويعطيهم قدرة على تحطيم الطوق وتخليص أنفسهم والآخرين...