لقد قام علماء الأمة السلف بوضع قواعد دقيقة وضوابط متينة لسلامة رواية السنة حماية لها في التحريف والتأويل، فكانت تلك القواعد والضوابط أحكم القواعد وأدقها في الحكم على الحديث بحسب حال الراوي والمروي أو السند والمتن. وسميت تلك القواعد والضوابط " علم الحديث " أو " علم السنة " أو "...
لقد قام علماء الأمة السلف بوضع قواعد دقيقة وضوابط متينة لسلامة رواية السنة حماية لها في التحريف والتأويل، فكانت تلك القواعد والضوابط أحكم القواعد وأدقها في الحكم على الحديث بحسب حال الراوي والمروي أو السند والمتن. وسميت تلك القواعد والضوابط " علم الحديث " أو " علم السنة " أو " علم أصول الحديث " أو " علم مصطلح الحديث " غير ذلك من الأسماء. فكان الإشتغال بهذا العلم من أفضل القرب، وأجلّ الطاعات، وأهم أنواع الخير والعبادات. من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي جمع المؤلف بين دفتيه كل متعلقات هذا العلم من قريب أو بعيد، ليكون بمثابة دليل لمن أراد فيه التوسع والتعمق، ضمن ترتيب إرتآه، وصياغة جديده إنتقاها، مستوعباً كل الأبواب، دون الإخلال بشيء من مراد أصله، ولا إملال بحشو لا يحتاج إليه غير المتخصص. وقان بترتيب الموضوغات في ثلاثة أبواب، سبقها باب تمهيدي ثم فيه التعريف بأهم المصطلحات الأساسية الأولية المتعلقة بالحديث وسنده وروايته. وأما الأبواب الثلاثة فجاءت على النحو التالي: الأول منها جاء ضمن فصلين تم فيها التعريف بالسنة النبوية لغة وإصطلاحاً، وإثبات حجيتها من الكتاب والسنة والإجماع، ثم بإستغلال السنة بتشريع الأحكام وبيان علاقتها مع القرآن الكريم وغير ذلك من أمور تتعلق بالسنة وتدوينها في مراحل مختلفة. وجاء الباب الثاني وجاء ضمن فصلين: الأول في تعريف الرواية والعلوم المتعلقة بها، والثاني في تعريف علوم الرواة من حيث التاريخ والأسماء. وأما الباب الثالث والاخير فقد جاء ضمن فصول ثمانية كلها دارت حول التعريف بمصطلحات الحديث وأصوله وأنواعه.