يعد "علمُ الجرح والتعديل" واحداً من أجل العلوم التي قدَّمها أهلُ الحديث التي كانت وليدةَ الإسناد، وهو يُعتبر من أدَقِّ علوم الحديث وأجلّها قدراً وأوعرِها مطلباً، وذلك لأنه شديدُ المِرَاس وعسيرُ العِلاج.وقد أدّى إلى نشأة هذا العلم حِرْصُ العلماء على الوُقوف على أحوال...
يعد "علمُ الجرح والتعديل" واحداً من أجل العلوم التي قدَّمها أهلُ الحديث التي كانت وليدةَ الإسناد، وهو يُعتبر من أدَقِّ علوم الحديث وأجلّها قدراً وأوعرِها مطلباً، وذلك لأنه شديدُ المِرَاس وعسيرُ العِلاج. وقد أدّى إلى نشأة هذا العلم حِرْصُ العلماء على الوُقوف على أحوال الرُّواة حتى يميِّزوا بين الصَّحيح من غيره، فكانوا يختبرون بأنفسهم من يُعاصرونهم من الرُّواة ويسألون عن السَّابقين ممَّن لم يُعاصِروهم، ويُعلِنون رأيهم فيهم دون تحرُّجٍ ولا تأثُّمِ إذ كان ذلك ذبّاً عن دين الله عزّ وجلّ وسُنَّةِ رسوله صلى الله عليه وسلم.
يشتمل هذا الكتاب على دراسة لعلم الجرح والتعديل والتعرف به وبمشروعيته، ويبحث في نشأة هذا العلم وفي طبقات المتكلمين فيه، وفي شروط الجارح والمعدل، ويعقد مباحث مهمة في علم الجرح والتعديل مع تفسير للألفاظ والعبارات الحديثية.