هذه رسالة "نَحْو الدعاة" ألَّفتها على طريقة القواعد النحوية، وربطت بين عمل الدعاة وصفاتهم وبين هذه القواعد على هيئةٍ تساعدهم في تذكر ما ينبغي أن يكونوا عليه ويقوموا به، وكما أن علم النحو يُقَوِّم الألسنة فهذه الطريقة أرجو أن تُقَوِّم السلوك والعقول والأفئدة، أو على الأقل...
هذه رسالة "نَحْو الدعاة" ألَّفتها على طريقة القواعد النحوية، وربطت بين عمل الدعاة وصفاتهم وبين هذه القواعد على هيئةٍ تساعدهم في تذكر ما ينبغي أن يكونوا عليه ويقوموا به، وكما أن علم النحو يُقَوِّم الألسنة فهذه الطريقة أرجو أن تُقَوِّم السلوك والعقول والأفئدة، أو على الأقل تكون مذكِّرة بتلك المعاني العلية. وقد ألفتها على طريقة موجزة تناسب طرائق أهل العصر، في الشَّغَف بالقراءة الخفيفة السريعة، وقلة الإقبال على المطولات.
وربطتها بقواعد النحو كي تكون لافتة للأنظار في مبناها فيتساءل الدعاة عن فحواها، ويقبلون على معناها، ويتدبرون في مغزاها.
وقد أتيت في بعض المباحث التي أوردتها بنصوص من الكتاب والسنّة، وبعضِ شواهدَ من أحوال السلف تعضد ما أوردته.
ولم أشأ أن أطيل النَّفَس في الشرح إلا في حال الحاجة إليه، والأصل هو الإيجاز في الإيراد حتى يكون الكتاب صغير الحجم، سهل التناول.
وعند بياني لقواعد النحو حرصت على ذكرها بأوجز عبارة وأدلِّها على المقصود، ولم أتوسع لعلمي أن أكثر القراء لا يستسيغون هذه القواعد ولا يحبذون الوقوف عليها طويلاً.