بين يدينا مجموع لطيف، وكتاب ظريف، جمع نوادر من كتب الأدب، ولطائف من كلام العرب، حملني على جمعها أني نظرت في أحوال الناس، فرأيت أكثرهم قد خالطهم الحزن، وداهمهم الغم، وأصابهم الهم، وقَلَّ منهم الفرح والإبتسام، وساد فيهم العبوس، وغلب عليهم تجهم الوجوه والنفوس.وذاك لأحوال...
بين يدينا مجموع لطيف، وكتاب ظريف، جمع نوادر من كتب الأدب، ولطائف من كلام العرب، حملني على جمعها أني نظرت في أحوال الناس، فرأيت أكثرهم قد خالطهم الحزن، وداهمهم الغم، وأصابهم الهم، وقَلَّ منهم الفرح والإبتسام، وساد فيهم العبوس، وغلب عليهم تجهم الوجوه والنفوس.
وذاك لأحوال طرأت عليهم، وأمور نزلت بساحتهم: من ضيق في الرزق، أو كفاف من العيش، أو مصائب دهمتهم، وبلايا ناوشتهم.
ولكن ينبغي الأخذ من هذه النوادر بطرف، وألا تغلب على قراءة المرء المسلم، فيموت قلبه من إستدامة الضحك، والأخذ بحكايات الهزل، واللعب، بل يكون كل ذلك بقدر أشبهه بملح الطعام.