-
/ عربي / USD
وبذلك، تصبح الحرب شريطاً سينمائيّاً طويلاً، وفيه “القصّة” وفيها قصص، وفيه الزمان والمكان، وفيه الشخصيّات والتاريخ (بمفهومه الواسع). ويصبح عملنا اليوم مجرّدَ سردٍ لأحداثٍ ماضية نقف على أطلالها ونقاربها من الخارج، نقداً أو ندامةً أو مفخرةً، مدركين أن ما نتلوه الآن هو حديثٍ عن حدثٍ أو أحداثٍ خبرناها مسبقاً بتفاصيلها ويوميّاتها ونتائجها. شاركنا إذاً في صناعة هذا الشريط بحكم الزمن المعيش آنذاك، بحكم التاريخ وضروراته، بحكم ما أردنا إضفاءه على “القصّة”.
يتوجّه هذا الكتاب، الّذي يضمّ خمس قصص من زمنِ الحرب، أوّلاً إلى الجيل الشاب، علّنا نتعلّم ممّا سبق ونستخرج منه العبر. فكما قال زياد: “الفرق بين اليوم وعشية الحرب الأهلية، هو أنّ جيل الحرب ما زال حاضراً اليوم لينقل التجربة. يدرك عدد كبير من اللبنانيّين أهوال الحروب وبشاعتها. لم يكن هذا موجوداً وقتئذٍ. […] لم يكن هناك من يحذّرنا ويقول لنا “انتبهوا، ليس هذا بالطريق الصحيح” “.
ثانياً، يتوجّه هذا الكتاب إلى الجيل الأكبر، أي الذي عايش الحرب أو جزء منها، داعياً إيّاه اعتماد المنهاج الموضوعي والنقدي نفسه في نقل الأحداث، عوضاً عن سرد التاريخ بطريقةٍ دوغمائيةٍ تبثّ المزيد من الانغلاق والتعصّب، وداعياً إيّاه أيضاً للعمل بوعي وبمسؤولية على فضّ تروما الحرب الجماعيّة، أقلّه بأن يبدأ كلّ فرد بمراجعة المرحلة على مستواه الشخصيّ.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد