لم يعرف تاريخ البشرية منذ أن خلق الله تعالى السماوات والأرض والإنسان، حدثاً عظيماً ولا ونعمة أزلية مثل نزول القرآن الكريم، كتاب الله سبحانه المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يعرف تاريخ البشرية كذلك كتاباً حظي بالعناية والدرس والتمحيص مثل القرآن الكريم رجاه إشاعة الانتفاع بجور كنوزه، وتيسير الغوص على لآلئ معاينة، واستقصاء المقاصد واستنباط المعارف واستشفاف الإضاءات التي يزفر بها كل جزء من بنياته المنقطع النظير.
ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"؟ والمورد المفهرس فألفاظ القرآن الكريم "يصدر ضمن هذا السياق وتبعاً لتلك المعطيات، وبخاصة لتحقيق هدفين ساميين هما: خدمة كتاب الله عز وجل، تيسير عمل الباحثين والقراء والمؤمنين في العودة إلى القرآن الكريم.
ويمتاز هذا المعجم بما يلي: أولاً: اعتماد الترتيب الألفبائي النطقي، فهو يبوب ألفاظ القرآن الكريم حسب نطقها ويريح القارئ من العودة إلى جذر الكلمة. ثانياً: إثبات الآيات بحسب رسمها القرآني وبالتحريك الكامل، كما ترد في نص القرآن الكريم، وهذا ما يعفي الباحث من مشقة مراجعة المصحف نفسه في كل مرة يريد فيها ضبط الكلمة والتأكد من كيفية ورودها ضمن الآية الكريمة المقصودة... فإذا أردت البحث عن آية أو جزء من آية من آيات القرآن الكريم، لتتأكد من كيفية ضبط بعض كلماتها أو لمعرفة مكانها في المصحف الشريف الخ. فما عليك سوى اتباع الخطوات البسيطة التالية: أولاً: لا تأخذ شيئاً من الحروف، أو أسماء الإشارة، أو أسماء الموصول، والضمائر المنفصلة، للبحث عنه في هذا المعجم. ثانياً: اختر أي كلمة أو لفظة من الآية، وجردها من أل التعريف، أو سائر الحروف التي قد تتصل بالكلمة.
ثالثاً: ابحث عن الكلمة التي اخترت في هذا المعجم بحسب رسمها الإملائي لا القرآني. فكلمة "نستعين" نجدها في حرف النون، وكلمة "العقاب" تجدها في حرف "العين" وهكذا ستجد أمام الكلمة أو اللفظة نص الآية أو الجزء من الآية، التي وردت فيها الكلمة أو اللفظة وموقعها فيها، عرف القرآن الكريم ذاته وليس بحرف آلة التنفيذ الطباعية. ويلي نص الآية رقم الآية، ثم اسم السورة التي وردت فيها رقم السورة. وستجد تحت اللفظة التي تبحث عنها رقماً بين قوسين هو عدد المرات التي وردت فيها الفظة في القرآن الكريم.