"...فالكتاب محاولة للنظرة الشاملة الكلية إلى تاريخ الإسلام والمسلمين، في مثل إلمامة النسر المحلق، أردنا بها أن يعي الناس معنى كلمة: تاريخ الإسلام والمسلمين، وأبعاد هذه الكلمة ألواناً وشعوباً وحكومات وأدباء وعلماء وآثاراً، وأن يدركوا من ذلك كله ما يدركون. ومن يدري لعلها تكون النواة لموسوعة في هذا التاريخ تختضنه آماداً ورجالاً وأحداثاً في التوسع الذي ينبغي له، وفي العمق الذي يليق به، ويتفق مع مكانته الكبرى في تاريخ الإنسانية.
"لقد وضعنا المنهج أولاً على أن نحيط بهذا التاريخ أحداثاً وسلالات ورجال فكر وحضارة...".
"ولقد وضعنا المنهج من جهة ثانية على أن لا يكون الكتاب مجرد قوائم جافة للسلالات، وأسماء بعد أسماء، وتواريخ بعد تواريخ... ورأينا أنفسنا مسوقين إلى أن يضم الكتاب خلاصة تاريخية حول كل سلالة ودولة...".
"وتطبيقاً لإيماننا بقيمة الجانب الحضاري في التاريخ، وبشأن الشعب المبدع المنتج ودور رجاله وكتله المكافحة على الصمت، فقد وضعنا همنا من جهة ثالثة على أن يضم الكتاب في أجزائه الثلاثة رجال الإسلام أيضاً في كل فن، فلا يقتصر على من زينت مفارقهم التيجان، وعلى السلالات الحاكمة... أولئك الذين بنوا هذا التاريخ في الفكر والعمل، وأولئك الذين أعطوه العطاء الحضاري الضخم إلى العلماء والفقهاء والمحدثين ورجال الفلسفة والفلك والرياضة والكيمياء، والشعراء والأدباء والموسيقيين الفنانين".