إنه نظرة جديدة في شعر عصري المماليك والعثمانيين، تقوم على الدراسة الموضوعية، والرصانة العلمية، والإجتهاد الشخصي، وتبتعد عن كل تأثر سابق، أو حُكم تالد، أو نظرة سريعة، أو هوى جارف.
ولعله لم يُهمل عصرٌ من عصورنا الأدبية كما أُهمل هذان العصران، ويعتقد الكاتب جازماً أن هناك عملية خفيّة تهدف إلى صرف الباحثين عن دراسة هذه الحقبة، والإكتفاء بحكم سريع ظالم عليها.
ويبدو أن ما دفع بعض الباحثين إلى وصم هذه الحقبة كلها بــ "الإنحطاط" ليس مردّه إلى ما في شعره ونثره من كثرة محسّنات وزخرفات لفظية، ولا إلى قلّة ما فيهما من معانٍ وفكر وماء ورُواء؛ وإنما كان الدافع إلى هذه التسمية أن هويّة هذا النتاج "عربية" تكمن وراءها روح إسلامية، وهذا ما دعا أعداء أمتنا ومناهضي أدبها إلى النيل منه ووصمه بالنعوت الشائنة وصولاً إلى النيل من أصحابه والحطّ من قيمتهم الأدبية والفكرية.
يتضمّن الكتاب عرضاً عاماً للبيئة السياسية والإجتماعية والفكرية لهذه الحقبة، مع دراسة مفصَّلة لإنتاجها بشتى فنونه وأشكاله، في إطار نقدي تقويميّ مُحْكم.