هذه المقالات هي مقاربات شبه قانونية بمعنى أنها ليست أكاديمية، أي أنها لم تعد للنشر في مجلات حقوقية متخصصة، كان الهدف منها تعريف الجمهور الأوسع بال... مشاكل المطروحة والعالقة، نشر معظمها في صفحة "قضايا" من جريدة النهار، ومن اللافت أن الدافع إلى نشر هذه المداخلات كان أجواء...
هذه المقالات هي مقاربات شبه قانونية بمعنى أنها ليست أكاديمية، أي أنها لم تعد للنشر في مجلات حقوقية متخصصة، كان الهدف منها تعريف الجمهور الأوسع بال... مشاكل المطروحة والعالقة، نشر معظمها في صفحة "قضايا" من جريدة النهار، ومن اللافت أن الدافع إلى نشر هذه المداخلات كان أجواء النقاش الذي دار ولم يزل بيني وبين طلبة الماجستير في جامعة سيدة اللويزة، حيث درست على مراحل قوانين الحرب، والقانون الدولي الإنساني، والقانون الجزائي الدولي.
كان طلابي بمعظمهم من المحامين المنتسبين إلى نقابتي بيروت وطرابلس، وكانت مجادلات طويلة لم أزل أتذكر تفاصيلها، سألتني مرة إحدى الزميلات المحاميات مستفسرة: "أنت لست مع أميركا، ولست مع صدام، فمع من أنت؟" أفحمني السؤال ولم أتمكن من الجواب للتو. وجلي أن أميركا غزت العراق بغير وجه حق، وإن أطاحت بصدام حسين الذي لم يعرف التاريخ العربي سفاحاً أو طاغية على شاكلته، كان سؤال الزميلة يوحي بأن على المرء أن يلتزم، فإما مع هذا الطرف وإما مع ذاك، هكذا هي ثقافتنا السياسية، فإن أيدنا مقاومة الاحتلال الأميركي، فعلينا بالطبع أن نبرر أو أقله أن نسكت عن السيارات المفخخة التي تحصد الضحايا البريئة.
جوابي قد يكون من خلال هذه المقاربات "شبه القانونية" وقناعتي أن الحقوق الفردية وحقوق الجماعات ليست حكراً على طرف أو آخر، فكيف يجازف بها باسم أيديولوجية أو استقطاب سياسي؟