هذا الكتاب هو في الأصل دراسة أعدت لنيل درجة دكتوراه في القانون العام سنة 1985، وكان لاختيار الموضوع صلة بالأحداث التي كان يعيشها لبنان آنذاك... مع... الأمل والدعاء ألا تتكرر مرة أخرى..!ولئن كانت تلك الأحداث بالذات غير معنية بهذا البحث بصورة مباشرة، إلا أنها تندرج في السياق العام...
هذا الكتاب هو في الأصل دراسة أعدت لنيل درجة دكتوراه في القانون العام سنة 1985، وكان لاختيار الموضوع صلة بالأحداث التي كان يعيشها لبنان آنذاك... مع... الأمل والدعاء ألا تتكرر مرة أخرى..!
ولئن كانت تلك الأحداث بالذات غير معنية بهذا البحث بصورة مباشرة، إلا أنها تندرج في السياق العام لموضوعه وللخلفية التايخية التي استولدته وأدخلته في دائرة اختصاص القانون الدولي العام.
وإن المقدمة التي وضعت للدراسة في حينه تشير إلى جوهر الموضوع وإلى الدافع الأساسي له، وقد جاء فيها: "...فلبنان ليس فريداً في صيغته، كما ندعي، كما أنه ليس فريداً في مشاكله وقضاياه. ولعبة الدول التي تمارس على أرضه اليوم، قد مورست، ولا تزال تمارس في أنحاء أخرى من العالم، وكانت نتائجها شيئاً مشابهاً لما يجري في لبنان، أو لما يعد له ويبيت...!".
ويبدو أن ما جاء في تلك المقدمة منذ أكثر من عشرين عاماً لم يتغير، سواءً في معانيه أو في مراميه! وهو ينسحب على المنطقة العربية كلها وعلى أكثر من بلد في العالم. مما يؤكد على لبنان ليس في الواقع فريداً في صيغته ولا في مشاكله، إنما الفرادة التي يمتلكها هي في تعايشه مع كل هذه العواصف التي تهب عليه من كل حدب وصوب... وفي قدرته على ابتكار الصمود في وجهها... حتى اليوم... وبما كان ذلك بسبب ما ينطوي عليه تكوينه من كوابح مضادة تقف في وجه بعضها البعض وتعطي لهذه الصيغة "ديناميكية حية من حيث الفكر ومن حيث المحكى والذوق..."، كما ثقول الدكتور إدمون رباط الذي يعتبر أن تجربة لبنان هي تجربة فريدة من تجارب التعددية السياسية؟!