-
/ عربي / USD
هذه المدينة البائسة تنشط تفكيري حول الموت، حين أجد سكانها متراخين على شاطئها يدخنون الأركيلة ويثرثرون مستسلمين للبطالة والتفاهة، بحالة انتظار دائم... لا شياء لا يعرفونها، أشعر كم أنا ضئيلة لأنني أشببهم، فأنا مثلهم أعيش في تلك المدينة الغارقة في الفوضى، المنتهكة بالقبح، المستباحة من قبل شلة من اللصوص المدعين شرف حمايتها، لا شيء يتحرك في هذه المدينة، لا مسرح، لا سينما، لا نشاطات ثقافية حقيقية، صرنا نتلصص على العالم من خلال الفضائيات، والناس يموتون هنا موتاً بطيئاً دون أن يشعروا أنهم يموتون. كياني تحجر، لأنه امتلأ سنة بعد سنة بالأحقاد المتراكمة، أنفاسي مسمومة، صحتي الجسدية جيدة، أما كرامتي كإنسانة ففي الحضيض.
أترك نفسي أعيش ثقل الحاضر الخائب، أشعر أني كائن مؤلف من شخصيات عديدة متنوعة يلحمها ملاط الخوف، أتخيل أن خوفي لو نزع مني فسأهوي كبناء قديم قاوم طويلاً، ثم تكوم أنقاضاً إثر هزة خفيفة".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد