-
/ عربي / USD
انتهى هشام شرابي من كتابه هذه السيرة الذاتية في الفترة التي اكتشف فيها الأطباء أنه مصاب بسرطان البروستات. قبل المرض وبعده لم يشعر بأي عارض، واستحدث حياته على نمطها المعتاد بشيء واحد تغيّر: بدأ يحس بالنزف، بمرور الزمن بقصره. بدأ بإدراك ما يدركه كل منا عندما يحس الطرق الخفيف على الباب، الطرق الذي كان بالسابق لا يسمعه إلا على أبواب الآخرين. هكذا يعيش الواحد منا حياته، كأن لا نهاية لها، وفجأة يتوقف الزمن، ليعود هذا لواحد إلى نفسه، لكن لحظة الوعي هذه، التي حدثنا عنها هيدجر، لا تدوم، إذ سرعان ما يبلغنا الزمن ثانية ونغطس في دوامته التي لا تتوقف. ويشير هشام شرابي بأن سيرته الذاتية هذه ليست تكملة لـ("الجمر والرماد") بل عودة أخرى إلى استكشاف الماضي والتعرف إلى تلك الخطوط والعالم التي حددت حياته والتي ما زالت تتبع من السنين التي عاشها فوق أرض وطنه. والماضي بالنسبة له ليس ذكريات بل هو إعادة لقراءة التاريخ، ذاتياً كان أما عاماً. في مسيرته الذاتية هذه ينهض هشام شرابي على سردية وتاريخانية نقصان حياته بأسلوب يتخطى حدود المألوف لما يشبعه من صراحة وصدق، فكأن سيرته اعترافات تتكئ على الحوار والموندلوج والفلاش باك والوعي المسترسل ومادة الأحلام والتحليل النفسي، دون غياب التوثيق.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد