-
/ عربي / USD
كتابٌ اتخذَ عنوانهُ من ماهيَّة الشعر الحقيقي، والذي بحسب رأي هايدغر، هو الذي يكشف ماهيَّة الوجود وماهيَّة اللغة؛ والشاعر الحقيقي هو القادر على تحمّل أعباء المزاوجة بين الفلسفة والشِّعر في قلب الجحيم. من جهته فإنَّ الشاعر الأمريكي جيمس رايت، وحينما تلقَّى رسالة من ابنه فرانز، فيها قصيدة كتَبَها له، ردَّ عليه: "أنت شاعر؟! مرحباً بكَ في الجحيم".
هذه المختارات يجمع بينها قاسمٌ هو الشِّعر وإن فرّق بينها الزمن والاتجاه، فقد صنَّف النقادُ شعراءَها ضمن مدارس أو حركات أدبية مختلفة (سيلفيا بلاث وفرخزاد، مثلاً، في خانة "الشِّعر الاعترافي"، جيمس رايت وروبرت بلاي، في خانة "الصورة العميقة"). ويمكن أن ننظر إلى هذه المختارات من زاوية كونها محاولات في ترجمة الشِّعر أو شعريَّة الترجمة، حينما ينجح مترجم مثل إليوت، أو بلاي، في الإمساك بالقصيدة في محاولة منه للعثور على ذاته في نصٍّ آخر، عبر اختراق حجابات شاعر آخر، وانتزاع قشرةِ النصِّ والدخول إلى لُبِّه، أو لفتح نافذة أخرى نُطلُّ منها على مهارة الشاعر المُترجِم وبراعته وهو يفكُّ أختامَ نصٍّ مُحكَمِ الغلْق وصولاً إلى الحقيقة الساطعة وهي أنَّ "ما يبقى، يؤسِّسُهُ الشعراء"، لأنَّ الشِّعرَ تأسيسٌ بالكلمة وعبر الكلمة.
وتتساءل المترجمة في مقدمة الكتاب: كيف يمكن الوصول إلى ترجمة نابضة بالشِّعر؟ وما هي عدّتها؟ أيمكن القول إنّ الموهبة الشِّعريَّة هي الشرط الوحيد لإتقان ترجمة الشِّعر، إلى جانب امتلاك ناصية اللغة؟ ربّما تتضافر عوامل عدّة لإتقان ترجمة الشِّعر، منها مثلاً الرغبة بالترجمة والشَّغفُ بها، المثابرة والدأب، غزارة المعرفة، الموهبة، وقد تكون اللّذّة التي لا يشعر بها إلا مَنْ يخوض هذه المغامرة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد