-
/ عربي / USD
من التناقض البالغ حدودَ النفاق أن ينافح البعض بصدق وبسالة عن الحريات الدينية في حين تُكبّل القيودُ حياتَه في غير ذلك من المجالات.
إذا كانت حرية العقيدة الدينية مكفولة للجميع، فإن حرية العقيدة الأدبية ينبغي أن تكون مسألة بدهيّة. في الأدب لا رسالة خاتمة، وهذا أدعى بطبيعة الحال إلى أن يجعل التنقُّل بين المدارس الأدبية مباحاً واختراع الجديد من المذاهب مشروعاً، بل مستحبّاً، والأدق أن ذلك واجب لا يقوم الإبداع الأدبي بدونه.
رسالات الأدب متداخلة ومتجددة ومتوالدة، لا فضل لإحداها على الأخرى إلّا ما كان اختياراً شخصياً لأيٍّ من مبدعي الأدب أو مريديه في أيٍّ من أجناسه. وهو اختيار يجوز أن يتغير، ويصحّ أن يبقى أبدَ الدهر على ما هو عليه، شريطة ألا يزعم له صاحبه قدسيّة يريدها أن تمتدّ فتبسط سلطانها على الآخرين.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد