أربعة رجال بثياب مدنية، يقتحمون المكان الذي صودف وجوده فيه. بلا مقدمات أو إشارات مسبقة يفاجأ بدخولهم ولا يعرف إذا كان عليه أن يقف أو يبقى جالساً، ففي تلك اللحظات الحرجة يعجز المرء عن إدراك معنى تصرّفاته أو رصد هدفها. السؤال الصادم الذي وجّهه المحققون له: "من مزّق الصورة؟"تمضي...
أربعة رجال بثياب مدنية، يقتحمون المكان الذي صودف وجوده فيه. بلا مقدمات أو إشارات مسبقة يفاجأ بدخولهم ولا يعرف إذا كان عليه أن يقف أو يبقى جالساً، ففي تلك اللحظات الحرجة يعجز المرء عن إدراك معنى تصرّفاته أو رصد هدفها. السؤال الصادم الذي وجّهه المحققون له: "من مزّق الصورة؟"تمضي ساعة، ساعتين، ثلاث ساعات، وهو ينتظر عودتهم. يفكّر أن هؤلاء المحقّقين الشباب يطلبون عادة من الذي يحقّقون معه الكثير. قد يطلبون مثلاً ألاّ يبقي عليه شيئاً يستر عريه. لكنه يستدرك بسرعة أنه لا داعي للحرج فقد تحمّم هذا الصباح واستبدل ثيابه الداخلية بأخرى بيضاء مهفهفة. شيئ وحيد قد يسبّب له الإحراج، لقد مشى كثيراً ذلك اليوم ورجلاه تعرقان بسرعة. رشيد الضعيف كاتب وروائي لبناني. صدر له عن دار الساقي "أوكي مع السلامة"، "عودة الألماني إلى رشده"، "إنسي السيارة"، "ليرننغ إنغلش"، "تصطفل ميريل ستريب".